عندما تتجاوز المواقف تحديات الأرض وصعوبات تفرضها الظروف، وتصعد بالحلول لأجواء السماء، تنتزع الحضور والمساعدة والعون، نحن عندها نتحدث عن نشامى القوات المسلحة، وسلاح الجو الملكي، والخدمات الطبية الملكية، بتنفيذ توجيهات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، ومتابعة شخصية من سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، بإيصال المساعدات والعون للمستشفى الميداني الأردني 76 في غزة، من خلال الإنزال الجوي ثلاث مرات، وما يزال الأمر مستمرا لمزيد من الإنزالات.

الأهل في غزة يرون في المستشفى الميداني (1) في غزة، وما تبعه من مستشفى ثاني في خان يونس، الأهم من بين كل المواقف والمساعدات التي مدّت لهم في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، ما يجعل من دعم المستشفيين دعما للأهل في غزة، وللمنظومة الصحية الفلسطينية والغزية، بشكل عملي وحقيقي وملموس تصل إيجابياته للأهل في غزة، بشكل عملي، بعيدا عن كلمات تصيغها أقلام تُجيد بلاغة اللغة، لكنها تبقى كلمات..

في الاستماع للأهل بغزة وهو ما أقوم به يوميا، نظرا لطبيعة عملي الصحفي، تجد شكرا وامتنانا لوجود المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية بشكل كبير، وقناعة بأن الأردن هو السند والداعم الحقيقي لصمودهم، وحتما سيكون الحل لأوضاعهم من عمّان، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يضع قضيتهم على منابر عالمية، بكل وضوح وشفافية، ما يجعلهم دائمي الشكر لبلد يعيش معهم «الحلوة والمرة» كما تحكي ألسنتهم ومواقفهم.

وفي التركيز على الإنزالات الجوية التي كان أحدثها وبتوجيهات ملكية سامية، قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي نهاية الأسبوع الماضي، بإنزال مساعدات إغاثية وعلاجية عاجلة للمرة الثالثة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني غزة /76، وجاءت هذه الخطوة استمراراً لجهود المملكة الأردنية الهاشمية بالوقوف بجانب الأشقاء في ظل الحرب على قطاع غزة، لتعزيز وتطوير إمكانيات المستشفى وزيادة قدرة الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية وعلاجية للتخفيف عن الجرحى والمصابين ضمن الظروف الصعبة التي يمرون بها.

ويشكّل الإنزال حالة هامة كونه أن الأردن مع الأهل في غزة، وأن المستشفى الميداني مستمر بالعمل، ولم ولن يتوقف، إضافة للدعم النفسي الكبير للأهل في غزة، ودعم مهني لكافة المؤسسات والجهات الصحية والطبية التي باتت تقف على حافة الانهيار في غزة، إن لم يكن جزء كبير منها قد انهار بالفعل، فهو عند الأهل في غزة وحتى في الضفة الغربية يشكّل خطوة مختلفة تضع آلية دعم الغزيين في مكان مختلف أكثر عملية وواقعية، فهو الإنجاز الذي تجاوز تحديات الأرض وصعوباتها من حرب قاربت على الستين يوما، أنهكت البشر وكافة القطاعات وفي مقدمتها الصحية.

وبالطبع، اللجوء للإنزالات الجوية هو تكتيك يتم اللجوء له بأكثر من حالة، لكن بالغالب يكون لتجاوز صعوبات الحرب الدائرة على الأرض، ويحتاج إلى احترافية، وعمل مشترك مع نشامى «المظليين»، ما يجعل منه مهمّة هامة وانجازها له دلالات هامة تحتاج مهارات استثنائية، وهو ما ينجح به نشامى الجيش العربي دوما، ولا يحضر في أذهانهم سوى تقديم العون والسند للأهل في غزة، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك.

الدستور