هل ستتكرر مخرجات حصار بيروت في حصار غزة ؟
م. وائل سامي السماعين
05-12-2023 12:52 PM
بعد خروج المنظمات الفلسطينية من الأردن في أواخر الستينات على اثر الاشتباكات التي حدثت في الأردن، وأدت إلى انسحابها من هناك والتوجه الى بيروت لإقامة قاعدة لها، والتي أدت الى انطلاق المئات من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل طوال فترة تواجدها، والذي أدى في نهاية المطاف الى احتلال العاصمة اللبنانية من قبل إسرائيل، ومحاصرة التنظيمات الفلسطينية لمدة 88 يوما، وكانت النتيجة النهائية لهذه الحرب الالاف القتلى من المدنيين والمقاتلين، حيث فاق عددهم الخمسة عشر الف قتيل واكثر من 30 الف جريح، وأخيرا تم الاتفاق على انهاء الحرب، والخروج الآمن لقيادات وافراد المنظمات الفلسطينية من بيروت بمن فيهم ياسر عرفات،وانتقلت قواعد تلك التنظيمات الى بغداد وتونس وسوريا، ونسي العالم الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت خلال حصار بيروت.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن فيما لو استمر حصار غزة والعدوان الإسرائيلي عليها، فهل سيتكرر سيناريو حصار بيروت؟، فتقوم حماس بالموافقة على الخروج الآمن من غزة لقيادات الصف الأول والثاني الى تركيا وربما قطر وبدون سلاح، لإنقاذ غزة من الدمار وقتل الأبرياء وفك الحصار عنها، وتتحول في نهاية المطاف الى حزب سياسي يشارك في محادثات حل الدولتين وولادة الدولة الفلسطينية، ام ستبقى تحارب وتقاوم الى ما لا نهاية, فالثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني اكبر بكثير مما يدفعه قادة حماس، وهذا ما تشير اليه احصائيات القتلى والجرحى.
حماس وصلت اوج قونها العسكرية، ولكن إذا ما اخنا بعين الاعتبار ان معظم دول العالم المؤثرة تعتبرها حركة إرهابية، وان معظم الدول العربية المؤثرة على الساحة العربية، لا تؤيد نهج حماس الفكري والعقائدي التابع للإخوان المسلمين، وكذلك أوضاع وحال الشعب الغزي، فلا بد ان يقوم قادة حماس بإعادة التفكير ، وانتهاز الفرصة التاريخية، والتحول الى حركة سياسية حتى تتمكن من اكمال مسيرتها وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا الى جنب إسرائيل، لان هذا ما يوافق العالم عليه.
وكما طلبت من عباس مدني زعيم الجبهة الإسلامية في الجزائر منذ بضعة سنيين لوقف حمامات الدم في الجزائر، وذكرت ذلك في مقال في صحيفة الرأي بعنوان خذوا مبادرة عباس مدني لوقف العنف، أقول للإخوان في حركة حماس، ان اهدافكم نبيلة في سبيل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني، ولكن لا يمكن ان تستمرون في نهجكم الحالي، لأنه ليس مهنة او وظيفة، فتغير الاستراتيجيات هو من سنن الحياة، وهي غريزة إنسانية للبقاء، وضروري قبل فوات الأوان، فالقوة العقلية والذكاء اهم بكثير من القوة الجسدية في اغلب الأحيان، ويجب تسخير ذلك لخدمة الشعب الفلسطيني، فهل يعقل ان يستمر الكفاح المسلح الى مالا نهاية.
أرى ان يكون نهج حماس كالآتي :
1- التحول التدريجي الى حركة سياسية مع تغير اهداف الحركة لتتماشى مع النظام العالمي والعربي.
2- العمل على وحدة الشعب الفلسطيني .
3- الدخول في انتخابات سياسية .
4- والمشاركة في ولادة الدولة الفلسطينية المرتقبة .
waelsamain@gmail.com