أسباب نقص الحب بين الزوجين
05-12-2023 10:05 AM
عمون - تبدأ الحياة الزوجية عادة بعلاقات من الحب والترابط والتفاهم والانسجام بين الزوجين، وسرعان ما تتحول إلى علاقات ساكنة لا يحركها الحب، وتتغيب فيها المعاني السامية، فنجد المشاعر الجميلة في انخفاض مستمر، ويتبع ذلك غياب الوئام والتفاهم، ومن ثم فقدان الحب، ليحل النزاع والشقاق، بل قد تتطور الأمور إلى انهيار العلاقة بالكامل.
علامات فقدان الحب بين الزوجين
انعدام لغة الحوار
تتعمق العلاقة بين الزوجين بسبب سنوات العشرة، فكلما تعمقت؛ زاد الاقتراب، وزادت قدرتهما على التحاور غير المنطوق من خلال الإحساس، فيصبح كل منهما قادراً على قراءة وجه الآخر، ولو بالإيماءة، فيصبحان كأنهما شخص واحد، ولكن قد يتوقف هذا الحوار فيصعب التفاهم، وتنعدم القدرة على مناقشة المواضيع بمرونة، ويظهر ما يسمى بـ«الصمت الزواجي»، وهي أمور كلها تحدث بسبب نقصان المشاعر بين الزوجين.
فقدان التناغم والانسجام
غياب الانسجام عن الحياة الزوجية من علامات فقدان الحب بين الزوجين، فبعد أن كان الانسجام بينهما أجمل ما يميز علاقتهما في مرحلة الخطوبة، تحولت الحياة بينهما إلى علاقة متوترة؛ بها الكثير من القلق والاضطراب، وذلك بسبب اختلافات عديدة لم تكن موجودة من قبل؛ كفقدان التواصل والخرس الزوجي، أو ضعف التواصل بين الزوجين وعدم الإنصات للطرف الآخر، كل ذلك يؤدي بالتبعية إلى فقدان التناغم والانسجام بين الرجل والمرأة.
غياب التواصل
اختفاء الحافز على التواصل وعدم الحرص عليه، بل والاستهتار بأهميته وفقدان الرغبة فيه، يؤدي إلى نقصان الحب بين الزوجين؛ وذلك بسبب حالة اللامبالاة والجمود التي سيطرت على الحياة الزوجية.
التحدث بطريقة اندفاعية
فمن الصعب التواصل مع شخص غاضب ذي شخصية تصادمية عنيفة، وتصرفات اندفاعية غاشمة، وأوامره غير قابلة للنقاش، دون أن يُراعي الطرف الآخر، بالتأكيد هذه الشخصية ستتسبب في دمار المشاعر بين الزوجين.
النقد بشكلٍ مبالغ فيه
لا شك أن النقد يؤثر تأثيراً سلبياً على الحياة الزوجية، فينعكس على نفسية الطرف الآخر بشكل كبير، فيشعر بعدم الثقة في نفسه، ويعاني من الاضطرابات التي بدورها قد تصل للأمراض؛ كالإحباط والاكتئاب، فلا يجوز أن يقوم أحد الطرفين بانتقاد الآخر بشكلٍ مستمر دون مراعاة مشاعره، فهذا يشير إلى عدم الارتياح، وسيؤدي بالنهاية لفقدان الحب بين الزوجين.
بداية الزواج السيئة
الكثير من الأزواج يتعرضون لكثير من الاضطرابات والمشاكل في بداية الحياة الزوجية، بمجرد مواجهة الحياة الجديدة وتحمّل المسؤوليات والمتطلبات الحياتية، وبسبب اختلاف نمط الحياة لكلا الطرفين، فبالتأكيد إن لم يكونا على قدرٍ كافٍ من المسؤولية والوعي؛ سيقعان في مشاكل واختلافات، وقد تؤثر هذه البداية السيئة للزواج على الحب، وتُسبب تراجعه بين الطرفين، وقد يكون السبب هو الاندفاع والتسرع في اتخاذ قرار الزواج.
الخيانة
قد يحدث خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الزوجين؛ بسبب بعض السلبيات؛ كتقصير الزوجة في واجبات زوجها، وعدم احترامه وانتقادة بشدة، وعدم اهتمامها ببيتها، فقد يدفع هذا الزوج بالبحث عن امرأة أخرى تحترمه وتقدّر حياته.
الاستخفاف بالمشاعر
يستخف معظم الأزواج بمشاعر زوجاتهم، وهذا الاستخفاف يؤدي إلى الإحراج والألم، خاصة إذا كان ذلك بطريقة قاسية تخرج عن نطاق الأدب، وتتسبب في جرح الآخر، والتطاول على دفء اللحظة، وقد يصل إلى تسفيه الآراء أو انتقادها بأسلوب تهكمي ساخر أمام الأهل أو الأصدقاء، وهذا ما نسميه بالعنف المعنوي للزوجة، وهذا يؤدي إلى هروب العاطفة والمودة بين الزوجين.
المقارنات
قد يلجأ أحد الزوجين إلى عملية تفضيل ومفاضلة بين صفات وخصائص وسلوكيات شريكه مع صفات شخص آخر، قد يكون أحد الأقارب أو الأشقاء أو أصدقاء الزوج، وقد يتضايق الطرف الآخر من المقارنة؛ لأنها تولّد لديه شعوراً بالدونية والإحباط وعدم التقدير، وإنه غير كافٍ للطرف الآخر، بالتالي يشعر بالقلق والتهديد في العلاقة، وأحياناً ينتج عنه قلة المشاعر وانهيار للعلاقة.
عدم التماس الأعذار
عندما نجد أحد الزوجين ينظر إلى نصف الكوب الفارغ، ولا يركز إلا على عيوب الآخر، متجاهلاً متاعب الحياة الزوجية، والجهود المبذولة، ولا يبحث لمبررات للطرف الآخر، ولا يلتمس له العذر كي تتحقق المودة والرحمة بينهما، وافتعال المشكلات التي تستنزف طاقة الحب بداخلهما، لذا فعدم التماس الأعذار يؤدي بالطبع إلى نقصان المشاعر بينهما، ومن ثم فقدان الحب بالنهاية.
عدم الاحترام بين الزوجين
والاحترام يعني الكلمة الطيبة، وتجنب الكلمة الجارحة، وتعني نظرة التوقير، وتجنب نظرات الاحتقار، وعدم الهمز واللمز للزوج لزوجته أو العكس، فلا يصح التكلم بكلام يُنقص من قدر الآخر؛ لأن هذا يؤدي إلى نوع من الإحباط والاكتئاب، ثم يتساءل الزوجان بعد ذلك عن السبب، بعد أن تقل المشاعر بينهما، والذي يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية.
انعدام المشاركة
لا يمكن أبداً أن تنجح حياة زوجية بها شريكان لا توجد مشاركة فعالة بينهما، فكرياً وعاطفياً، أو أي أهداف، ولا يمكن أن يتقدما أبداً؛ لأن هذه المشاركة تحصن رابطة الحب، ورابطة الهدف، ورابطة الرغبة في البقاء معاً، فبسبب انشغال أحد الطرفين بممارسة نشاط فردي بعيداً عن شريكه؛ يؤدي إلى التباعد بينهما، ونقصان المشاعر، بل وفقدانها؛ لأن المشاركة أحد أهم مقومات النجاح التي تعزز من العلاقة بين الشريكين.
"سيدتي"