facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب السرديات وانهيار المنظومة القيمية العالمية


م. بسام ابو النصر
04-12-2023 08:09 PM

طوفان الأقصى يُزيل كابوس الحلم الثقيل لنشوء دولة الاحتلال بين ظهرانينا ويفتح المجال واسعًا على التفكير من قبل الاجيال الحالية والقادمة على إستعادة كل فلسطين وطرد المعتدي الصهيوني الى الجهات التي قدم منها، وإذا استطاع هذا الكيان المحتل أن يقدم رواية للغرب والعالم بأنه كيان مستضعف ومستهدف من محيطه العربي والأسلامي فقد فهم الكثيرون في جميع أنحاء العالم انه كيان أستهدف الكثير من الابرياء، أطفالًا وشيوخ ونساء، في غزة والضفة الغربية، واستهدف المشروع العربي والنظام العربي برمته في الجنوب والشمال، فكل التدخلات التي مارسها هذا الاحتلال بوقوفه مع دول تجرأت على الحقوق العربية في أفريقيا، ووقفته الى جانب ايران في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، وتدخلاته السافرة بين الدول العربية في القاء الفتنه وجلب المنفعه له وللغرب الذي يمثل ناطقا وسفيرا لها في المنطقة.

والرواية الصهيونية وبما تحمل من إدعاءات باطلة في أبعاد تاريخية وسياسية ودينية وتراثية، ولأن الغرب والعالم بأسره ينتظر الروايتين معًا، وفي ظل ضعف تقديم الرواية العربية رغم أحقيتها وصحتها، يأخذ بالراوية الصهيونية التي تقوم على الحق الديني المرتبط بأقدمية العيش هناك، ويربطون هذا الحق بعوامل المعاناة القائمة على ندم كبير لبعض المتدينين عندهم فيما فعلوه بالسيد المسيح وأمه مريم، وقد كان فعلًا يقوم على عقيدتهم التي لا تعترف بالمسيحية وما جاء بعد مملكة اسرائيل الجنوبية التي أبيدت قبل الاف السنين، والحقيقة ان فلسطين كانت موطنا للعرب الكنعانيين قبل التيه، وصارت إسلاميه بعد الاحتلال الروماني، وما كان لعرب فلسطين ان يدخلوا الاسلام بسهولة لو كانوا يهودًا، وفي إطار متصل يربط الصهاينه بمعاناتهم في اوروبا وما نتج عن وقفتهم ضد المانيا في الحرب العالمية الثانية وما قبلها، ودورهم في تأجيج نار الحرب والفتن، ومن العذاب الذي وقع لهم من قبل الحركة النازية، والتي صارت سببًا في المعاناة المبالغ فيها جدا، والتي صارت بنظرهم سببًا في البحث عن وطنٍ، ولم يكن واقعًا في أذهانهم أن تكون فلسطين، وربما ما حمل هرتزل في مؤتمر بال بسويسرا ان ينحى منحى جديدا إتجاه رغبتهم في التوجه لفلسطين ان يكون البعد الاستعماري هو الاساس وليس الديني، وما شجع بريطانيا والغرب على القبول بمقررات مؤتمر بال هو محاولة التخلص من وجودهم كأدوات للفتنة بين الدول والشعوب، وكان لهم سيطرة مالية وسياسية أتاحت لهم ان يكون هناك نُخب ساهمت في دعمهم، ولعل نفوذهم قد ساهم في خلق جمعيات قادت لإضعاف الخلافة العثمانية، وبددت الحلم العربي في الوحدة مطلع القرن الماضي.

ولأن هناك مشروعًا اسلاميا وعربيا قد ظهرا مبكرا، فقد كان على المشروع الغربي والصهيوني ان يذهبا مبكرا لوأد هذا المشروع، من خلال خلق دولة الاحتلال التي مثلت رأس حربة للمشروع الغربي الذي كان مغايرًا للمشروع الاسلامي الذي تراجع مع انتهاء الدولة العثمانية، واذا كان هناك صراعًا بين دول الحلفاء ودول المحور في الحرب العالمية الثانية فقد كان تنافسًا بين قوميات البشرة البيضاء، لحكم العالم ووأد أي مشروع سياسي عالمي جديد ،
وكانت الحركة الصهيونية إبان كل هذا ترسم معالم وجودها وسط عالم يترنح في الجنوب، وقد اختارت بدعم الغرب المُحتل أن تجعل فلسطين وطنًا لهم ولم يكن الهدف الديني هو الأساس، فقد كان هناك هدفًا اخر هو وأد المشروع العربي والاسلامي للابد، والدليل أن خلفية العصابات التي مثلت مقدمة الحضور الصهيوني كانت قومية وليست دينية.
وقد شهد العالم بعد هذا دعمًا لا متناهيًا لوجود "اسرائيل" وتم تغيير الاسم القومي الذي اعتمده هرتزل الى الاسم الديني الذي دعى اليه كثير من يهود الشتات.
ولكن هناك دحض تاريخي للرواية الصهيونية تمثل في الخروج اليهودي على يد الملك البابلي العربي نبوخذ نصر الذي كان عونًا للعرب الكنعانيين، والخروج اليهودي الثاني بعد اعادتهم من ملوك الفرس ، وقد اخرجهم الاباطرة الرومان الذين سلموها للمسلمين العرب الذين اعادوها للحاضرة العربية على يد الخليفة عمر بن الخطاب، والذي نظم العلاقات بين المسلمين والاقليات الدينية في القدس في اتفاق يرتكز عليه المسلمين فيما يتعلق بحقهم في القدس وما حولها.

ولكن ما الذي يجعل السردية الصهيونية اقوى في الطرح من السردية العربية؟

الجواب يأتي من الكثير من النظريات السياسية والاجتماعية، وحجة الضعيف تبقى ضعيفة، حيث صار العرب بعد انتهاء الدولة العثمانية أمة مهمشة وضعيفة في ظل الاستهداف الاوروبي، وحيث كان الاوروبيون يتحينون الفرص للسيطرة على كل ثرات الدولة العثمانية امعانا فيما كانت تقوم به الدولة العثمانية في بسط نفوذها القوي في اوروبا، ووقفا لأسلمة اوروبا الذي كان ليحدث من مشرقها على يد العثمانيين ومن مغربها على يد المسلمين الامويين الاندلسيين العرب.

إذن هناك ثأر غربي إتجاه كل ما هو مسلم، واتجاه العرب بشكل خاص، وهناك خوف من إقامة وحدة عربية في ظل اختلاف عقائدي اوروبي، حيث انقسام الكنيسة بين روما والقسطنطينية وبطرسبورغ، بينما يحج المسلمون بكل مذاهبهم الى مكة ما يشكل رعب لدى الأوروبي الذي يشعر أنه ما زال رجل العالم المتفوق، وان الولايات المتحدة الاقوى هي صنيعة الرجل المتفوق في اوروبا.

وعندما يأتي الحديث عن اسرائيل فهي في العرف الديني لدى الاوروبيين الابن الشرعي للمسيحية، وان الانجيليين المتصهينين، والذي اعلنوا صراحة وقوفهم الصارخ مع إسرائيل في عهد بوش الاب الذي قاد التفكير في التخلص من كل القوى التي تستهدف دولة الصهاينة بدءا من العراق وافغانستان، وقد تشظت كل الدول العربية والاسلامية التي شكلت خطرًا استراتيجيًا على اسرائيل، وتم تحييد مصر والاردن والفلسطينيين المؤدلجين بعد اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة، بعد صناعة الحروب والكراهية بين دول اسلامية وعربية حول دولة الاحتلال.

وعندما ظهرت المقاومة الاسلامية وهذا لم يكن في حسبان الدولة الانجيلية التي صارت القوى الاعظم، صار هناك خطرا على الدولة التي تتعرض للابادة والانهيار ما سيمنعهم من حمايتها في هرمجدون ضد الاخرين " المسلمون" ، ومع ان اليهود وقفوا ضد السيد المسيح وامه البتول واتهموها بالزنا، واعتبروه انه ليس المسيح الذي سيقود المؤمنين في معركة هرمجدون المنتظرة الا أن الإنجيليين في الولايات المتحدة يجدون من مناصرة اليهود مهمة مقدسة تقع على القادة السياسيين ، وهذا ما يفسر الانحياز اللااخلاقي لهذه الدولة المحتلة، حتى وهي ممعنة في القتل والتعذيب، ولعلها حرب دينية بالمطلق، مع اننا نؤمن بشكل كامل أننا من سيقودنا المسيح في "هرمجدون" وننال من كل المعتدين الذين يرون القيم بعين الاعمى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :