المعركة؛ حرب على الإسلام (5)
د. نبيل الكوفحي
04-12-2023 02:27 PM
كشف العدوان على غزة في 7 /10 الذي يصنف على انه ابادة جماعية؛ جملة من الحقائق؛ كحيوية الفطرة الانسانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي بالاضافة للجيل الجديد، وكذب منظومة القانون الدولي والامم المتحدة.
لعل من ابرز الحقائق التي تأكدت من جديد لدى غالبية العرب والمسلمين ان هذه العدوان بهذا المستوى من الاصطفاف السياسي والعسكري من قادة كبرى الدول الغربية انما يؤكد على حقيقة الصراع وهي؛ الحرب على الاسلام والعروبة بحكم انها حاملة الدين الاسلامي.
إن عمليات التحليل للصراعات التي قامت على اسس المصالح الاقتصادية فحسب لم يعد لها برهان يؤيدها امام حجم الجريمة التي ترتكب وامام اتساع دائرة المجرمين وامام تحليل المشاهد والدوافع والتصريحات.
بلا شك ان هناك اصوات تغرد خارج السرب الغربي، لكنها اصوات خجولة لم تتخذ خطوات استراتيجة ذات تأثير واضح لوقف العدوان، وبالتالي لا تعكس حقيقة الكتلة المعادية للدين والامة.
يجوز لنا أن نتفق على كيفية ادارة الصراع، لكن يجب ان يتوحد الفهم حول حقيقة الصراع، وكل ما نشاهده من مجازر اخبرنا القرآن الكريم عن حقيقة نظرتهم لنا (لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة) وقوله عن المحتلين لارضنا (وقالوا ليس علينا في الاميين سبيل)، لسنا من دعاة الحرب ولا افتعال الصراعات، بل اسهمنا في حوارات عميقة ولا زلنا نسهم بما يساعد بالتعايش الانساني وتفاهم الحضارات، والتي لم تترك أثرا ذا قيمة على تعديل نظرتهم لنا خاصة فيما يتعلق بالارض المباركة (فلس. طين).
إن هذا الفهم لحقيقة الصراع؛ تبنى عليه سياسات واستراتيجيات مهمة لا بد ان توضع لأن المعارك مستمرة منذ قرون ولن تتوقف مهما كان الكلام معسولا؛ فكانت الحروب الصليبة ، وكان الاستعمار، وكان زرع كيان الاحتلال بدءا من وعد بلفور وحتى يومنا المؤلم هذا.
إن السلم العالمي لا يمكن ان ينشأ ويستمر ويحفظ الا في ظل حضارة تقوم على أسس مراعاة القيم الانسانية العميقة، وقد اخبرنا التاريخ انها لم تكن إلا في ظل الحضارة الاسلامية التي وحدها حفظت للاخرين حياتهم ودينهم واملاكهم.
يقول تعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)..
يتبع غدا إن شاء الله الحلقة السادسة..