الحرب على غزة خارجة على القيم والقوانين الكونية
م. عبدالله الفاعوري
04-12-2023 09:46 AM
59 يوما من الحرب الشعواء الانتقامية الهمجية على قطاع غزة وساكنيها من مدنيين اطفال وشيوخ ونساء، عدوان إسرائيلي صهيوني النازي فاشي لا يفرق بين شجر وحجر بين كنيس ومسجد بين مشفى او بيت او نفق..
آلاف الأطنان من المتفجرات ألقيت على قطاع غزة، وأطنان من النفايات مكدسة وماء ملوث وأمراض تنتشر لتفتك بما تبقى من مظاهر الحياة لطفل ولد حديثا أو لمستقبل غابت ملامحه، صور وفيديوهات التأثير على المناخ والمرافق العامة والبنية التحتية المدمرة تكشف زيف النظام العالمي الذي لا يبحث عن معاني الإنسانية وما ينفع البشرية بقدر ما يبحث عن مصالح شخصية ومالية ولو كان قتل الإنسان هو السبيل لذلك.
حادثة بعد أخرى وواقعة تسبق الأخرى توضح لنا نفاق هذا النظام العالمي بكل نفوذه وأدواته وإجراءاته، فهو نظام مجرد الإنسانية، خارق للنواميس الكونية؛ فلا عدل يرجى ولا سلام يحقق ولا حق يظهر.
ألم نعقل بهذه الحوادث المتكررة أن نصر إخواننا بغزة لن يحقق بالارتكان لأدوات هذا النظام العالمي؟!، ألم نصل إلى قناعة أننا في منطقتنا نُعد لقمة متنازع عليها من المتنفذين في هذا النظام؟!. فمنذ الستينيات والسبعينيات إلى اليوم ويسعى هذا النظام لاستباحة أراضينا بكافة الوسائل السلمية كالاغتيال الاقتصادي عبر شركات عابرة للقارات تسيطر علينا اقتصاديا ومما يقود للسيطرة الفكرية في خضم اتفاقيات سلام لم نحصد منها إلا شوكا من العنب والعسكرية بحربي الخليج الأولى والثانية وحروب النكبة والنكسة وحرب أكتوبر وما تبعه من ديمقراطية زائفة تمثلت بوهم الربيع العربي الذي أضعف قوتنا ووحدتنا مما أمكن صيدنا كل على حدة.
فالمناخ المثالي لا يكون إلا مناخ غزة وأهل غزة ونضال غزة مناخ حرية ومناخ حق ومناخ بطولة ومناخ شهادة، فثقب الأوزون توسع في عروبتنا وإسلاميتنا قبل أن يتوسع بالكون، وما اضطراب المناخ اليوم إلا نتيجة لانتصار الظلم الفاحش الذي ألقى بظلاله على هذه المعمورة مما خرق الحق الذي أوجده الله في حياة الطمأنينة والسلم.
قمة المناخ حدث تُشكر دولة الإمارات الشقيقة عليه لما تحمله من تعاون في سبيل كبح جماح المخاطر التي يعاني منها العالم اجمع، وقد عبر الملك عبدالله الثاني في هذه القمة عن ضرورة إيقاف الحرب على غزة كأول أمر من اجل مجابهة خطر التغير المناخي، في رسالة تعبر عن لسان حال كل أردني وتؤكد على وحدة الاردن وفلسطين الوجداني وتقارب المصير، وان الاردن القوي يقود لفلسطين قوية، ونسأل الله أن يفك كربة اخواننا في غزة وينصرهم على عدوهم احفاد القردة والخنازير..