الملك .. أوقفوا الحرب أولا
د. حازم قشوع
03-12-2023 11:34 PM
بين جلالة الملك عبدالله الثاني إثر لقائه نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس على هامش مؤتمر التغير المناخي الذى ينعقد في دولة الإمارات، ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار أولا بما يحمي المدنيين ويمنع توسيع مساحات العنف في المنطقة، وأكد جلالة الملك خلال لقائه بهاريس على ضرورة عودة المياه والكهرباء وتدفق المساعدات بشكل منتظم للحيلولة دون تفاقم الازمة الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وهو ما يتطلب بشكل سريع وقف الحرب فورا .. قبل الحديث عن أية جوانب أخرى.
وعلى الرغم من بيان نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس لفحوى المشروع الأمريكي للقضية الفلسطينية بعد حرب غزة، إلا أن بيانها على أهمية ما تضمن من "خمس لاءات " جاء منقوصا نتيجة عدم احتواءه لوقف الحرب أولا، حتى يصبح ذو فائدة ويصبح مضمون اللاءات ذا قيمة كونه اشتمل على عناوين " لا للتهجير القسري ولا للاحتلال ولا للحصار ولا لتقليص مناطق القطاع ولا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب ".
كما بين بيان نائبة الرئيس الأمريكي على ضرورة توحيد القطاع مع الضفة لتحقيق مفهوم حل الدولتين، وذهبت كاميلا هاريس لتبين مشروع الإدارة الامريكية القاضي بإعادة بناء القطاع وإعادة بسط الأمن للقوات الفلسطينية، عن طريق تعزيز دورها بالدعم والعمل على حوكمة السلطة الفلسطينية ضمن خطوات إصلاحية جادة، بما يحقق الامن والأمان لفلسطين وإسرائيل في إطار حل سلمي شامل.
رؤية الإدارة الأمريكية للحل تعتبر رؤية جادة كونها تنسجم مع ضوابط القانون الدولي والمرجعيات الأممية بهذا الصدد، الا ان ذلك كان بحاجة أولا لجملة حازمة تبدا بوقف الحرب على غزة حتى تتوقف عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية وسياسة التهجير القسري / الناعم التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، التي تقوم بها الة الحرب الإسرائيلية دون اكتراث لكل الأصوات التي تنادي من اجل وقف إطلاق النار ووقف الة الحرب والعدوان.
وهو ما بينه موقف جلال الملك الواضح القاضي بالتوقف الفوري عن إطلاق النار، قبل الحديث عن مشهد ما بعد حرب غزة ومشروع كاميلا هاريس، الذي يشير عن مواصلة العدوان على غزة بحجة القضاء على حماس وارتكز حديثها حول الوجبة السياسية بعد انتهاء الحرب على غزة.
واما درجة التباين فإنها تكمن حول تباين المراحل التي من المفترض أنها تأتي بخطوة وقف إطلاق النار، ومن ثمة التي تليها بعد انهاء المرحلة الحالية وليس العكس، لان المحصلة تعنى توافق ضمني على المرحلة الحالية وهو ما يرفضه المجتمع الدولي بعد هذه الانتهاكات الصارخة على القانون الإنساني، وهذه الأفعال الاجرامية التي راح ضحيتها اكثر من خمسين الف ضحية بين شهيد وجريح من صفوف الشعب الفلسطيني، بأيدي القوات الإسرائيلية بالأسلحة الامريكية التي لم تتوقف من المشاركة بأسلحة وقنابل تدميرية استراتيجية محدودة حتى اللحظة، وهو ما يجعل الجميع يتساءل عن جدوى المشروع الذى تقدمه الإدارة الامريكية ولمن !؟.
فهل تريد الإدارة الأمريكية مثلا ... تقديم مشاريعها على أنقاض قطاع غزة بعدما يتم تصفية الشعب الفلسطيني واحتلال الجغرافيا المكانية لغزة ! ام تريد تقديم هذا المشروع للشعب الفلسطيني في المنفى حيث سيناء !؟.
فإن كل يوم هدم يحتاج أعوام من البناء، فاذا كانت ما تقوله الإدارة الامريكية تعنيه فان عليها وقف برنامج المستشار "ماكغورك" للمنطقة،،، القاضي بفرض الحلول العسكرية والتطبيع بالقوة الجبرية، فهو من ذات المدرسة التي تخرج منها "جون بولتون" بالتطرف والغلو والتي لا تليق بالإدارة الديموقراطية ونهجها المتصالح مع الشعوب، المستند للقيم الإنسانية والاستماع لبيان الملك بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار فورا ... ووقف حرب الإبادة وجرائم التصفية الجماعية التي تشن بقنابل أميركية وغطاء سياسي امريكي والإصغاء لصوت العالم الذى قال بصوت واحد أوقفوا الحرب !