ماهية النظام المهني التقني المتطور "BTEC"
فيصل تايه
03-12-2023 10:06 AM
شرعت وزارة التربية والتعليم مع بداية الفصل الدراسي الحالي في الخطوات التنفيذية في تطبيق خطة تطوير مسار التعليم المهني والتقني وفق أفضل الممارسات الدولية ، واحتياجات القطاعات الاقتصادية ، بحيث تتضمن مؤهلات متخصصة ذات صلة بالعمل ، ما يمثل خطوة إيجابية لتنويع مسارات التعليم والتوسيع في خياراته المهنية والتقنية ، اذ قطعت شوطا جيدا في تطبيق برنامج التطوير المهني المبني على الكفايات (Pearson International BTEC) ، والذي يجمع بين التعلم العملي القائم على التخصصات المهنية تماشيا مع احتياجات الدولة ، ومواكبة للتطورات المستقبلية التي تلزم تحديث مجموعة من القرارات التي سيتم تنفيذها منذ بداية العام الدراسي : ٢٠٢٤ / ٢٠٢٥ .
وكما نعلم فان وزارة التربية والتعليم كانت قد تبنت هذا البرنامج الدوليً التقني المتوائم مع متطلبات بيئة العمل المحلية ، باعتباره من اقوى البرامج الأكاديمية الفريدة والمتميزة في العالم في المدارس الثانوية والجامعات ، والذي يعتمد أسلوباً متميزاً في التدريس والتقويم ، ويدمج من ناحية التدريس بين المعارف النظرية والتطبيق العملي الحياتي ، وضمن تدريب وتأهيل الطلبة لمهارات القرن الحادي العشرين ومهن المستقبل ، كونه موردًا أساسيًا لأصحاب المؤهلات والمهارات في الدول التي تطبق برامجه ، ويركز على السوق المستقبلي في عالم الأعمال والاقتصاد ، من خلال ما يتمع به من ميزات جعلته نقطة استقطاب لأعداد كبيرة ممن يرغبون في بناء مسار وظيفي واضح .
إن مؤهلات هذا البرنامج تهدف إلى تخريج أجيال مؤهلة بالمعرفة العلمية والعملية، ليكتسب الطلبة خلال دراستهم الخبرة العملية بسوق العمل ، وفق طرق تعليمية وتقييمية تزودهم بالمعرفة والمهارات ، وتنمية السلوك المطلوب لذلك ، مما يؤهلهم للاندماج بالحياة العملية مباشرة ، أو التوجه لمواصلة الدراسة الجامعية ، كما وأن هذا البرنامج يشجع البحث والاستقصاء ، حيث يطور مهارات التفكير والتعلم الذاتي لدى الطلبة ، ويمنحهم خصوصية من حيث التطبيق العملي والمهاري ، ليكتسبوا مهارات عملية وحياتية بكفاءة عالية تؤهلهم لدخول سوق العمل .
لقد سبق وتحدثنا في مقال سابق عن هذا "النظام المهني التقني المتطور" بشكل عام ، وقلنا ان الوزارة بدأت بتطبيقه اعتباراً من العام الدراسي الحالي (٢٠٢٣ / ٢٠٢٤)، في مرحلة ما قبل الجامعة ، بحيث تكون مدة الدراسة فيه "ثلاث سنوات" ، تبدأ من الصف العاشر الأساسي ، لكن دعونا اليوم نعيد التوضيح للجميع وبشكل يبين بعض التفاصيل المتعلقة بهذا البرنامج ، الذي يتكون من مستويين : المستوى "Level 2" المخصص للصف العاشر ، ويشمل (٤٨٠) ساعة توجيهيه تعليمية ، والمستوى "Level 3" والمخصص للصفين الحادي عشر والصف الثاني عشر ، ويشمل (٧٢٠ ) ساعة توجيهية تعليمية ، اضافة لتدريس(مواد الثقافات المشتركة ) للمستويين وبواقع (١٤) حصة نظرية وهي "التربية الإسلامية" ، "اللغة العربية" ، "اللغة الانجليزية" ، "اللغة الانجليزية الوظيفية" ، "المهارات الرقمية" ، "التربية الفنية" و "التربية الرياضية" .
أما التخصصات المطروحة فهي بواقع ستة فروع مهنية طرحت في العام الدراسي الحالي ، وهي "الهندسة" ، "تكنولوجيا المعلومات" ، "الضيافة" ، "الزراعي" ، "الشعر والتجميل" ، " الأعمال" ، فيما سترتفع عدد الفروع المهنيّة مع بدايه العام الدراسي المقبل "٢٠٢٤ / ٢٠٢٥" الى أربع فروع إضافية أخرى لتصبح "١٠" فروع ، وهي "البناء والإنشاءات" ، "السياحة والسفر" ، "الفن والتصميم " ، "الوسائط الابداعية " .
وبذلك فان الطالب سيتمكن عند إنهائه الصف الثاني عشر من الحصول على شهادتين ، الأولى شهادة تثبت إنهائه مرحلة الثانوية العامة الوطنية بما يتوافق مع متطلبات الحصول عليها ، والثانية شهادة معتمدة من شركة بيرسون، وحسب نظام المؤهلات الأوروبي ، وهي شهادة معتمدة من وزارة التربية والتعليم وشركة بيرسون لكافة الطلبة الذين يستكملون متطلبات النجاح لشهادات بيرسون .
ان النقلة النوعية الملموسة في أداء وزارة التربية والتعليم خاصة في اصرارها على المضي قدماً في تطبيق هذا البرنامج، وبمتابعة حثيثة ومباشرة من اعلى المستويات وبتوجيهات شخصية مباشرة من معالي الوزير ، تلك خطوات مقدرة في الطريق الصحيح، حيث تسعى إلى توفير البيئة المدرسية المناسبة لتطبيق البرنامج ، بالاستعانة بكافة الكوادر المتخصصة في الميدان والمركز ، اضافة الى الحرص على تأهيل المدارس بشكل كامل لتطبيق متطلبات البرنامج ، من هيئة تدريسية وتجهيز المشاغل بالمعدات والاجهزة والمواد الاولية واجراء صيانة البنية التحية للمشاغل المهنية .
كما وأن الوزارة تواصل الحملات الإعلامية المتخصصة لتوضيح ماهيه هذا البرنامج لمختلف شرائح المجتمع ، وتفعيل دور الارشاد المهني في خطوات مهمة للسعى الى مساعدة الطلبة على اختيار مساراتهم المهنية المستقبلية ، ذلك ليتمكن الطلبة من ايجاد فرص عمل حقيقية بعد الانتهاء من فترة الدراسة ، اضافة الى السعي الجدي للتشبيك مع مؤسسات التعليم العالي "الجامعات والكليات" لضمان استمرار تعليم الطلبة كما في الدول الاخرى المطبق فيها البرنامج ، باعتماد أسس القبول المناسبة .
وأخيرا فأن هذا البرنامج سيحدث تغيراً واضحا على ثقافة المجتمع والنظرة المجتمعية للتعليم المهني، وهذا ما نحتاجه خلال الفترة المقبلة ، فنحن في الاردن ماضون بكل همة ومسؤولية ومن خلال تطبيق هذا البرنامج لتقليل مخاطر الخمول الطويل في سوق العمل ، والتمكن من التكيف مع مختلف المتغيرات ، وصولا الى توفير نظام تنافسي مرن ومبتكر وعالي الجودة ، وقادراً على تزويد الأردن والمجتمع الدولي بقوى عاملة جيدة التدريب ذات مهارات عالية ومتنوعة باعتماد نهج علمي تطبيقي .
والله الموفق..