من الحقائق الجديدة التي برزت بعد يوم 7/ 10 وما تلاه من عدوان وابادة جماعية؛ حيوية الفطرة الانسانية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحدثنا عنها في مقالين سابقين.
من الحقائق الجديدة التي ستتناولها مقالة اليوم هي؛ الجيل الجديد (New generations )، المقصود بذلك هو أن الكثيرين من الساسة والاعلاميين تفاجؤا بحجم التفاعل لجيل الشباب مع احداث غزة.
على الصعيد العربي ربما المفاجأة ليست كبيرة؛ اذ تجمع هولاء الشباب باهل غزة وفلسطين عدة روابط كالدين واللغة والمعاناة السابقة، ومع ذلك حجم التفاعل كان جيدا وبرز دور الشباب واضحا من حيث الكم بمشاركاتهم بكافة الفعاليات وتصدرهم لقيادتها، ومن حيث النوع المبادرات الجديدة والافكار الابداعية التي قدموها لاول مرة ولاقت قبولا واسعا على كافة الصعد، هذه الحالة بحاجة الى ترشيد واستثمار نحو صياغة السلوكيات السليمة والاخلاقيات الكريمة، بحيث نحاصر كافة المظاهر التي احاطت بالجيل عموما؛ كقلة الاهتمام بالشأن العام والاهتمام بتوافه الانشطة والاتكالية وانتشار المخدرات وغيرها.
على الصعيد العالمي الامر يبدوا مفاجئا فعلا، فليسوا من ذات الدين او اللغة او الجوار، بالاضافة ان التشوه في النظر للقضية عميقا وقديما بفعل السيطرة الصهيونية على وسائل الاعلام هناك وعلى اصحاب القرار، كانت الحراكات في الجامعات الغربية احد ابرز الامثلة على هذا التحول، بالاضافة لحركات الاحتجاج المختلفة في مختلف اشكالها وكذلك الاصدارات الكثيرة المعبرة عن رفضهم للعدوان بل لوجود الكيان اصلا.
أحد ابرز الاستبانات التي اجريت هناك خلصت الى ان ما يزيد عن 50٪ من الفئة العمرية (18-24) تعتبر حركات المقاومة في الارض المحتلة مشروعة.
أجد من الضروري أن يبادر المفكرون واصحاب الخبرة بدراسة مثل هذه الظواهر، وكيف يمكن البناء عليها وتسريع تأثيرها الايجابي في السياقات الوطنية والعالمية بما يشكل مشاريع حقيقة للتطوير وتصحيح الانحراف العالمي نحو القيم الإنسانية الاصيلة.
يتبع غدا ان شاء الله الحلقة الرابعة..