يطل دانيال هغاري منذ السابع من نوفمبر الماضي ببزته العسكرية كل مساء على الإسرائيليين ليروي لهم وقائع الحرب في غزة ويصبح واجهة للحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس في القطاع.

يوميا يتحدث هغاري وينقل رواية جيش الاحتلال الكاذبة للعمليات التي ينفذها في قطاع غزة ضد حماس، وتتابعه الصحافة العالمية وملايين الإسرائيليين. خطاب مصور يستمر لنحو عشرين دقيقة تتبعه أسئلة صحافيين المعدة مسبقاً لتجميل صورة إسرائيل امام العالم .

تسلط المهمة الإعلامية الضوء على هغاري الذي خدم وقاد وحدة النخبة "شاييطت 13" البحرية، علما انها واحدة من أكثر الوحدات سرية في جيش الكيان الإسرائيلي، وتشتهر بعمليات مواجهة المقاومة الفلسطينية .

يشغل دانيال (47 عاما) اليوم منصبا حساساً للغاية هو طمأنة الجمهور الصهيوني الذي يشعر بصدمة، وإقناع الرأي العام الدولي بأن حرب الإبادة ضد سكان غزة والتي يمارسها جيشه هي قانونية، لكن المجتمع المدني الدولي بدأ يعرب عن قلقه ازاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بالرغم من كافة أكاذيب الناطق باسم جيش الاحتلال، وإصرار إسرائيل "القضاء" على حركة حماس.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مستوطنيين قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم،

وتشنّ إسرائيل حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف على سكان غزة، وبدأت عمليّاتها الـ برّية منذ من 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبّب بمقتل 13ألفا و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفقاً للأرقام الصادرة عن حكومة حماس ومعظم القتلى من الأطفال والنساء .

عندما تولى منصبه في آذار/مارس الماضي، حدد هغاري لنفسه هدفا يتمثل في "تعزيز ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي وشرعيته الدولية".

وفي إسرائيل، يبدو أنه حقق ذلك، وبحسب دراسة نشرت مؤخرا اجرتها جامعة بار ايلان في تل ابيب، يرى 73,7% من المشاركين أن المتحدث باسم الجيش هو مصدر المعلومات الاكثر ثقة حول ما يحدث.

وتضم الإحاطات الصحافية المسائية لهغاري في العادة بعض الخرائط، وصور الأقمار الصناعية، والتسجيلات الصوتية، ومقاطع الفيديو وغيرها لدعم وجهة نظره وتسويق أكاذيبه عبر الإعلام .

ويصر هغاري على أنه يريد أن يظهر "لأعين العالم" أن حماس "تستخدم المستشفيات في غزة لإخفاء بنيتها التحتية" وهو ما تصر عليه إسرائيل، وأن ضربات إسرائيل التي قتلت أكثر من 13 ألف شخص في قطاع غزة هي مشروعة.

وظهر هغاري مؤخرا في قطاع غزة داخل قبو مستشفى في منطقة قتال، وأثار الجدل في مقطع الفيديو عندما اعلن العثور على قائمة لمقاتلي حماس الذين يحرسون الرهائن، ولكن عندما قامت الكاميرا بتكبير الصورة، تبين أنها كانت مجرد لائحة تواريخ بدون أي اسماء مما يؤكد زيف وكذب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي..