لماذا يحتاج العمل المناخي إلى النساء .. تعرفي على خمسة أسباب
02-12-2023 11:11 AM
عمون - يعد تغير المناخ أحد أكبر التحديات العالمية في القرن الحادي والعشرين. وتختلف تأثيراته بين المناطق، وحسب الأجيال والأعمار واختلاف الطبقات وفئات الدخل، علاوة على اختلاف النوع. واستناداً إلى النتائج التي توصلت إليها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، بحسب موفعها الرسمي .ipcc.ch، فمن الواضح أن الأشخاص الأكثر ضعفاً وتهميشاً بالفعل سوف يعانون أيضاً من أعظم التأثيرات. بالسياق التالي سيدتي تحدثك عن علاقة وثيقة ما بين التغيرات المناخية والنساء. فلما لماذا يحتاج العمل المناخي إلى النساء، وللإجابة على هذا السؤال تعرفي على خمسة أسباب رسمية تكرس لأهمية عمل النساء في مجال التوعية ومكافحة التغيرات المناخية.
• تأثير تغير المناخ على النوع الاجتماعي ليس متكافئًا
وفقًا للموقع الرسمي لـ "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" unfccc.int، فمن المتوقع أن يتأثر الفقراء، ولا سيما في البلدان النامية، بشكل غير متناسب بالتغيرات المناخية وبالتالي فإنهم في أمس الحاجة إلى استراتيجيات التكيف في مواجهة تقلب المناخ وتغيره، فمن المرجح أن يتأثر كل من النساء والرجال العاملين في قطاعات الموارد الطبيعية، كالزراعة. ومع ذلك، فإن تأثير تغير المناخ على النوع الاجتماعي ليس متكافئًا حيث يُنظر إلى النساء بشكل متزايد على أنهن أكثر عرضة من الرجال لتأثيرات تغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى:
أنهن يمثلن غالبية فقراء العالم
يعتمدن بشكل أكبر نسبيًا على الموارد الطبيعية المهددة.
التفرقة ما بين الرجل والمرأة في أدوارهما المختلفة، ومسؤولياتهما، وطريقة صنعهما القرار
وسيلة الوصول إلى الأراضي والموارد الطبيعية
الفرص والاحتياجات، التي يملكها كلا الجنسين كالأراضي، والائتمان، والمدخلات الزراعية، وهياكل صنع القرار، والتكنولوجيا، والتدريب، وخدمات الإرشاد التي من شأنها أن تعزز قدرتها على التكيف مع تغير المناخ.
• لماذا النساء أكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية؟
وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة لموقع الرسمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة unwomen.org، فتعرض المرأة لتغير المناخ ينبع من عدد من العوامل - الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حيث تمثل النساء نسبة عالية من المجتمعات الفقيرة التي تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية المحلية لكسب رزقها، ولا سيما في المناطق الريفية حيث تتحمل المسؤولية الرئيسية عن إمدادات المياه المنزلية والطاقة اللازمة للطهي والتدفئة، فضلا عن الأمن الغذائي.
• خمسة أسباب لأهمية المرأة في العمل المناخي
بينما يؤثر تغير المناخ على الجميع، فإنه لا يؤثر على الجميع بالتساوي. وتتفاقم قابلية التأثر بتغير المناخ بسبب عدم المساواة والتهميش المرتبط بالجنس، والانتماء العرقي، وانخفاض الدخل، وغيرها من العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وعندما تعالج حلول تغير المناخ هذه الحقائق، فإنها تصبح أكثر فعالية، وهنا يأتي دور المرأة. وفيما يلي خمسة أسباب مقنعة من موقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ unfccc.int لأهمية المرأة في العمل المناخي.
السبب 1: العمل المناخي يتطلب تكاتف الجميع
يتألف نصف سكان العالم من النساء والفتيات، ومع ذلك غالبًا ما يتم استبعادهن من المحادثة عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ. ولكن إذا أردنا تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، فنحن بحاجة إلى مشاركة الجميع. فلطالما كانت نساء الشعوب الأصلية، على وجه الخصوص، في طليعة الحفاظ على البيئة ولديهن معرفة وخبرة لا تقدر بثمن يمكن أن تساعد في بناء القدرة على التحمل والحد من انبعاثات غازات الدفيئة. ومن خلال إشراك المزيد من النساء في العمل المناخي، يمكننا خلق مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا للجميع.
السبب 2: تمكين المرأة يعني حلولاً أفضل للمناخ
تشكل النساء ما يقرب من نصف القوة العاملة الزراعية في البلدان النامية. وعندما تتاح للمرأة نفس إمكانية الوصول إلى الموارد مثل الرجل، يمكنها زيادة إنتاجها، ومن ثمّ يمكن لتمكين المرأة في الزراعة أن يكون له أيضًا تأثير إيجابي على التكيف مع المناخ. ومن خلال توفير التكنولوجيا والموارد المناسبة، يمكننا تعزيز ممارسات الزراعة والحفاظ على البيئة الأكثر استدامة. ومن خلال الحد من الفقر، يمكننا مساعدة الأفراد على التكيف بشكل أفضل مع آثار تغير المناخ. فالاستثمار في النساء والفتيات له فوائد بعيدة المدى للمجتمعات والبلدان.
السبب 3: النساء عنصر أساسي في بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ في المجتمعات
أثبتت الدراسات أن المجتمعات المحلية تكون أكثر نجاحًا في استراتيجيات المرونة وبناء القدرات عندما تكون المرأة جزءًا من عملية التخطيط، فالمعتاد أن النساء هن أول المستجيبين في المجتمع للكوارث الطبيعية، ولديهم قدرات فريدة في التعامل مع مخاطر الكوارث، ويساهمن في مرحلة ما بعد التعافي من خلال تلبية احتياجات التعافي المبكر لأسرهن وتعزيز بناء المجتمع، ومن خلال إشراك المرأة في التخطيط المجتمعي وجهود الاستجابة للكوارث، يمكننا بناء مجتمعات أقوى وأكثر مرونة ومجهزة بشكل أفضل لمواجهة تحديات تغير المناخ.
السبب 4: يؤثر تغير المناخ علينا جميعا، ولكن ليس بالتساوي
يؤثر تغير المناخ على الجميع، لكنه لا يؤثر على الجميع بالتساوي (كما ذكرنا آنفًا)، حيث تغير المناخ له تأثير أكبر على الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، كما أنه يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة. تواجه المرأة في كثير من الأحيان مخاطر أكبر وأعباء أكبر من آثار تغير المناخ في حالات الفقر وبسبب الأدوار والمسؤوليات والأعراف الثقافية القائمة.
على سبيل المثال، في العديد من المجتمعات، تتولى المرأة مسؤولية توفير الطاقة المنزلية والغذاء والمياه ورعاية الصغار والمسنين. وفي البلدان النامية على وجه الخصوص، يمكن لعواقب تغير المناخ أن تزيد العبء الواقع على كاهل النساء والفتيات، على سبيل المثال، مما يدفعهن إلى السفر لمسافات أبعد للحصول على الإمدادات اليومية، مما يترك وقتا أقل للعمل مدفوع الأجر ويحتمل أن يعرضهن لخطر أكبر على سلامتهن الشخصية.
السبب 5: تدرك البلدان أهمية المساواة بين الجنسين في التخطيط المناخي
اللافت مؤخرًا أن النساء والفتيات أصبحن أكثر تمكينًا للمساهمة في العمل المناخي والاستفادة منه، ففي إطار عملية الأمم المتحدة لتغير المناخ، شاركت العديد من البلدان كيفية دمجها على المستوى الجنساني القطاعات ذات الأولوية المختلفة ضمن خطط العمل الوطنية الخاصة بالمناخ.
"سيدتي"