حين ألغي مهرجان جرش ، كتبنا غير مقالة تستنكر الفوقية واللامهنية التي ميزت اتخاذ القرار المجحف بحق عمل ثلاثين سنة ، ونجاحات باهرة حققها أردنيون ، ومدينة عزيزة بنيت أصلاً على الثقافة والشعر والفن وتجمّع الناس ، ومنذها لم نترك فرصة ، فواصلنا الكتابة داعين لإعادة الاعتبار للمهرجان.
لهذا فنكتب اليوم مقالة تحية للحكومة التي قررت إعادة جرش على خريطة المهرجانات العربية ، ونظنّ أن كل جرشي سعيد اليوم بهذا القرار ، ناهيك عن مئات الفنانين والمثقفين الأردنيين والعرب ، وقبل كل هؤلاء فالجمهور الأردني والعربي سيكون مرة أخرى على موعد مع صيف أردني من الفرح.
ومن يزور جرش هذه الأيام سيرى أنها تحوّلت إلى خلية نحل وورشة عمل لتهيئة مدخلها ليليق بهذه المدينة المظلومة ، مع أنها تضم أهم الاثارات الرومانية في العالم ، ومن الواضح منذ الآن أنها ستستطيع هذه السنة استيعاب المهرجان وجمهوره بشكل منظم أكثر.
مطلبنا الوحيد هنا أن تعود إدارة المهرجان كما كانت ، مستقلة دون تبعية لجهة حكومية ، وبالوقت نفسه أن لا تتحول إلى شركة ، فقد تعبنا من فشل تجارب الخصخصة وما جرى فيها من فساد ، وبقليل من الدراسة والعمل المهني سنصل إلى مهرجان يكون حديث الناس كلهم.
الدستور