الاعتصام في بيت (الرأي) .. من يسمع؟
المحامي محمد الصبيحي
01-03-2011 02:44 AM
المؤسسة الصحفية الاردنية واسمها الاشهر ( الرأي )، ولا يوجد رأي في اتجاه واحد الا أن يكون صاحبه أصما، ومن طبيعة الحياة أن يكون في مواجهة كل رأي رأي آخر . وفي الصحف العالمية غالبا ما يكون موقف الادارة هو الاكثر حساسية مع جهاز التحرير بكل من فيه من صحفيين الى عمال المطابع، وحين تباع الصحيفة كان أول ما يبادر اليه المالك الجديد هو طمأنة ادارة التحرير على خط الصحيفة وطمأنة العاملين على مكتسباتهم بل وأغراؤهم بقبول المالك الجديد من خلال تحسين رواتبهم .
في (الرأي) مالك الصحيفة والمؤسسة هو الوطن، وهي صوت الاردن والاردنيين، وكان الاعلاميون يطمحون دائما الى العمل في الرأي والكتّاب كانوا وما زالوا يتنافسون للكتابة في الرأي الى درجة أن من يعمل في الرأي ومن يكتب فيها كانوا (محسودين) من زملائهم في المؤسسات الاعلامية الاخرى .
ولكننا نفاجأ هذه الايام بأن للعاملين في الرأي شكاوى ومظالم يتعرضون لها، وأوضاعاً غير مقبولة من وجهة نظري ونظر الغالبية الساحقة من كوادر المؤسسة، ليصل الأمر الى الاعتصام أمام المواطنين ورفع لافتات بالمطالبات وهتافات عبر (الميكروفونات) ابتدأت بمطالب وظيفية وانتهت بالمطالبة باسقاط ادارة المؤسسة واتهامات علنية بالفساد المالي والاداري .
وبطبيعة الحال فان المتهم بريء حتى تثبت ادانته ولا يجوز أن نتهم الادارة بالفساد لمجرد أنها رفضت أو ترددت في تلبية مطالب العاملين الوظيفية، ولكن في نفس الوقت لايجوز السكوت عن تلك الاتهامات لأننا نعمل في منبر للحريات ولسنا في مصنع بلاستيك، وبالتالي فان الشفافية تقتضي أن تتقدم الادارة وتجيب على كل ما يقال، وأن تحاور العاملين بكل انفتاح وتجري تحقيقا في ما قالوا انه ظلم وظيفي وتمييز وتباين هائل في سلم الرواتب وغياب العدالة والشفافية في الزيادات السنوية، فتضع أوراقها على الطاولة، ليس فقط لأن حق العاملين في الاستماع اليهم والاستجابة لمطالبهم حق انساني وقانوني وانما أيضا لسبب بسيط وهو أن قيادة المؤسسة (ادارة وتحرير) كانت تصفنا جميعا ب (أسرة الرأي)، وما كان ينبغي أن تصل خلافات الاسرة الى الجيران ولا كان ينبغي أن يصل صوت أفراد الاسرة الى الشارع العام .
الاسرة الجيدة نتاج ادارة جيدة، وفي هذه الحالة فانها ليست بحاجة الى تدخل أشخاص من خارج العائلة لحل مشاكلها حتى لو كانوا يملكون أسهما في بنيانها، ولأننا منبر حريات وعين الرقيب على مكتسبات الوطن فقد كانت ادارة صحيفتنا بغنى عن تدخل وزير العمل وتضامن زملاء من صحف أخرى لأنها قادرة على احتواء الحوار الداخلي وتقبل النقد الذاتي ومعالجة الاخطاء وتحقيق العدالة وتحسين ظروف العاملين ووقف التجاوزات – التي يثبت وجودها - . وبهذا تظل خلافات الاسرة خلف أبوابها وصورتها تظل كما هي (أسرة الرأي) التي وضع أسسها الرواد الاوائل أمثال نزار الرافعي وجمعة حماد ومحمود الكايد رحمهم الله .
أعلن عبر الرأي تضامني مع الزملاء المحتجين والمعتصمين ومن لم يتجاوز احتجاجهم الشعور القلبي (وذلك أضعف الايمان) وأدعو ادارة المؤسسة الى لم شمل الاسرة سريعا قبل أن تجد نفسها تغرد خارج السرب
نكتب في الرأي عن الرأي، وما دامت المسألة وصلت الى الاعتصام فلنناقش القضية على صفحات الرأي بدل أن نقرأها ونتفاعل معها على صفحات المواقع الالكترونية، وكلي يقين أن هذا المقال سيرى النور على صفحة الرأي .
الرأي