طوفانُ الأقصى .. الرقمُ الصعبُ شاءَ منْ شاءَ وأبى منْ أبى
أمينة عوض
28-11-2023 05:10 PM
بينَ قائدٍ مغوارٍ لا يظهرُ على شاشاتِ الإعلامِ وبطلٍ ملثمٍ صوتهُ كصوتِ تغاريدِ العصافيرِ الراقيةِ تجسدتْ معانيَ منْ ذهبَ لمعركةٍ بطوليةٍ سيخلدها التاريخُ.
"طوفانُ الأقصى" وتاريخها السابعِ منْ أكتوبرَ المنصرمِ التي أعلنَ عنْ انطلاقها على شفتي قائدَ الأركانِ في كتائبِ عزِ الدينِ القسامْ ، الجناحُ العسكريُ لحركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ (حماس) ، محمدْ الضيفْ، الهمامَ الذي لا يهابُ الكيانُ الغاصبُ الغاشمُ الساديُ.
واعتبرتْ أكبرُ هجومٍ على ما تسمى بـ " إسرائيلُ " منذُ عقودٍ . "فـ طوفانُ الأقصى " لمْ تشبهْ في توقيتها الاستخباراتيِ العسكريِ المفاجئِ أيْ سابقةً منْ قبلها فقدَ فجرتْ أفسدَ وأغبى مقولةً على مرِ التاريخِ بأنَ جيشَ الكيانِ الصهيونيِ لا يقهرُ بلْ بكى ألما وقهرا منْ أولِ دقائقَ للعمليةِ على يدِ مجاهدي القسامْ المباركينَ أينما حلوا وكيفما اتجهوا بأيمانهمْ الطاهرةِ التي شنتْ هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللاً للمقاومينَ الفلسطينيينَ إلى عدةِ مستوطناتٍ في غلافِ غزةَ، عبرَ السياجِ الحدوديِ وعبرَ وحداتِ الضفادعِ البشريةِ منْ البحرِ، إضافةٌ إلى مظليينَ منْ فوجِ "الصقرِ" التابعِ لكتائبَ القسامْ، فأرهبتْ كيانَ العدوِ وأوقعتْ قتلى وجرى وأسرتْ جنود.
لمْ يخطرْ على ذهنِ ما تدعى بـ "إسرائيل" التي تمارسُ حربا على الفلسطينيينَ منذُ عقودٍ مضتْ أنْ تكسرَ شوكتها ويزعزعُ كيانها أمامَ مجاهدي القسامْ الذي أذهلتْ وأربكتْ الحكومةُ والجيشُ والأجهزةُ الأمنيةُ الصهيونيةُ، وأنْ يكونَ السابعَ منْ أكتوبرَ، كما قالَ الصحافيُ الصهيونيُ الشهيرُ ناحومْ برنياعْ، " أسوأَ يومٍ في تاريخِ الحروبِ العسكريةِ التي خاضتها إسرائيلُ" ، وهدفتْ "حماسُ" منها ، كما كتبَ بنْ كسبيتْ، إلى الحصولِ على صورةِ نصرٍ وعادتْ بألبومٍ كاملٍ.
الهزيمةُ المخزيةُ التي يندى لها الجبينُ عرتْ كيانَ العدوِ منْ قوتهِ العسكريةِ والأمنيةِ التي خدرَ بها نفسهُ على مدى عقودٍ مضتْ وهزامئهمْ المدويةَ في حربهمْ المستعرةِ التي أعلنوها ردا على معركةِ "طوفانِ الأقصى" والتي أطلقوا عليها منْ شدةٍ قهرهمْ على ما آلَ إليهِ حالهمْ الذي لا يرضي عدو ولا صديقَ "السيوفِ الحديديةِ".
فشلٌ سياسيٌ واستخباريٌ وعسكريٌ هائلٌ، يدلَ على هشاشةٍ لمْ يكنْ يتصورُ وجودها في واحدٍ منْ أقوى وأفضلِ الجيوشِ في العالمِ، على حدِ زعمِ العدوِ، كما يدلُ على كفاءةِ المقاتلِ الفلسطينيِ وشجاعتهِ وتقدمهِ، وعلى قدرةٍ قياديةٍ بينتْ قدراتٍ على التخطيطِ والقيادة، والسيطرةُ والتحكمُ ، والتمويهُ والتشويشُ، وكذلكَ على الخداعِ الإستراتيجيِ والاستخباريِ .
كتائب الشهيدِ عزَ الدينِ القسامْ هيَ منْ بدأتْ بصفارةِ إنذارٍ لمعركةٍ منْ خيوطِ النصرِ والتحرير - بإذنْ اللهُ - لكاملِ المقدساتِ الإسلاميةِ في فلسطينَ المحتلةِ وهيَ أصلاً هدفها الردَ على الاقتحاماتِ المتكررةِ للموستطنينْ اليهودِ المتطرفينَ وحرقهمْ للقرآنِ في المسجدِ الأقصى وتدنسيهُ وذبحهمْ للقرابينِ والاعتداءِ على حرائرَ فلسطينَ.
فمنْ دار المعركةِ واختارَ توقيتها يعلمُ جيدا أنهُ بحولِ اللهِ وقوتهِ وبفضِل غزةِ العزةِ التي ذرفتْ أكبرَ الدماءِ في العمليةِ البطوليةِ سيكونُ لها نصيبُ الأسدِ منْ النصرِ المظفرْ والمبينِ.
أن ينتصرُ العدوّ بعد خسائرَ لمْ يكبدها منذُ وجودهِ قبلَ 48 سنةٍ تعدْ أضغاثُ أحلامٍ ، فما حدثَ في طوفانِ الأقصى ودلالاتهِ يثبتُ مجددا الشعبيةَ الطاغيةَ لخيارِ المقاومةِ ، واستحالةُ القفزِ على الشعبِ الفلسطينيِ وحقوقهِ ، فهوَ الرقمُ الصعبُ شاءَ منْ شاءَ وأبى منْ أبى .