وقف لإطلاق النار وهدنة دائمة
د. حازم قشوع
28-11-2023 11:50 AM
بعد "حريق غزة" على حد وصف وزير الخارجية الصيني وونغ يي يتوجه الوزير الصيني من "الدائرة القطبية" إلى نيويورك لبحث مسألة وقف إطلاق النار الدائم بقرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، وتمرير ملف الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن للشروع بإنجاز حل الدولتين ضمن حل سياسي يستند للمقررات الأممية، على أن يأتي ذلك بتوافق أممي يصدر عبر مجلس الأمن، بحيث يتضمن نص البند السابع الذي يجيز لمجلس الأمن استخدام القوة إذا دعت الضرورة لتنفيذ بنود المقرر الأممي.
إذن الدبلوماسية الصينية تدخل لملفات الشرق الأوسط، استناداً لموقعها من الدائرة القطبية وهي التي تقوم على ضبط الإيقاع الإيراني للرد العسكري، بعد حادثة ضرب المفاعل النووي الإيراني في أصفهان، على الرغم أن ايزنهاور الأمريكية كانت تحت مجهر النيران الإيرانية، كما هي ذاتها التي لعبت دورا أساسيا في عدم سقوط كييف بيد الرئيس بوتن، بعدما شارفت على السقوط في السابق وهي أيضاً ذاتها التي جعلت من تيار المقاومة يلتزم بنصوص عدم توسيع مستويات الإشتباك في غرفة عمليات غزة.
وذلك بعدما توافقت الصين والولايات المتحدة على عدم إعتبار العدوان على غزة (حرب) على حد وصف البيت الإسرائيلي، لكنها أبقته يدور بفلك العمليات الخاصة المحدودة، وأما الصين فلقد اعتبرت ما تم أثناء هذه العملية هو "إحراق غزة"، وهذا ما يترتب عليه بنود سياسية تستند لحل الدولتين بقرار من مجلس الأمن وبنود أمنية آخرى تتعلق بالحماية الدولية للمدنيين وأخرى انسانية تتعلق بإعادة إعمار غزة.
وهي ثلاث ملفات رئيسية يتم التوافق حولها وعليها من باب مقايضة قائم "أوكرانيا مقابل فلسطين" حتى تستقيم عبارة المعايير الدولية ضمن نصوص متسقة.
إذن مسألة وقف إطلاق النار لن تأتي من باب عملية تبادل الأسرى على أهميتها، أو من باب التفاهمات الإقليمية التي ما زالت صامتة دون مبادرة تذكر، بل من خلال الدائرة القطبية هذه المرة وتوافقات سان فرانسيسكو، والتي تريد الصين من صياغتها بإحكام بنود تأتي بمقتضى نصوص قانونية ملزمة لجميع الأطراف، ويمكن بموجبها من إستخدام القوة بالتنفيذ، وهو إن حدث فإنه سيكون بمثابة إنتصار مدوي للحق الفلسطيني، وقرار منصف للمجلس الأممي وسياسة متزنة تسجل لصالح الدائره القطبية الجديدة الصينية الأمريكية وتوافقاتها الإستراتيجية.
إذن خفض التصعيد هي الرسالة التي يحملها الوزير الصيني من الدائرة القطبية إلى مجلس الأمن، والتي ستشمل تأمين مضيق هرمز في الخليج العربي ومضيق باب المندب للبحر الأحمر أمام التجارة الدولية، كما ستشمل ايضا وقف إطلاق النار على غزة بقرار أممي ويجب أن يشمل أيضا وقف حالة التصعيد في القدس والضفة على المستوى الأمني، كما ستشمل على المستوى السياسي شرعية دولة فلسطينية بكامل العضوية بموجب قرار ملزم من مجلس الأمن.
فإذا كان الأمر كذلك فإن نيويورك ستكون المحطة الفاصلة والاخيرة لسد ستار الجانب العسكري والعمليات الخاصة في المنطقة بالكامل، ومن الناحية السياسية ستكون ال 48 ساعة القادمة فترة فاصلة لترتيب الأمور الإجرائية وتفاصيل هذه الصفقة، التي ستدخل فيها الصين لأول مرة في نقطة اشتباك قطبية بعدما أخذ مركزه في الدائرة القطبية وهو ما يجعل الأنظار تتجه صوب نيويورك لمعرفة مصيره ونهاية مشهد العدوان على غزة.