علمت أن المحادثات بين الحزب الديموقراطي الاجتماعي، وحزب تيار التنمية والتحديث على وشك النجاح، والاتفاق على بناء حزب واحد أكثر قوة، وبانتظار الحزب المدني الديمقراطي.
وبرأيي؛ إن نجاح الحزبين في الاتحاد، ناتج عن عوامل عديدة، في مقدمتها:
- التاريخ النضالي لأعضاء الحزبين، بوصفهما من أصول حزبية عريقة، بعيدة عن اللملمة، والتكويش، والوعود، "وبدنا فزعتك معاليك".
- عراقة قيادات الحزبين: السياسية، والفكرية، ونضج تجاربهما النضالية السابقة، ما يعطيهم فرصة أكبر لمعرفة معنى النضال الحزبي، بخلاف أحزاب الدولة.
- قوة نفوذ الأعضاء الحزبيين في كلا الحزبين، ما جعل القرار بأيدي القواعد الحزبية الفاعلة.
- اقتناع قيادات الحزبين بدور الشباب الحزبي المستقبلي، من دون فرض وصاية هرمية عليهم. فالعلاقات البينية داخل الحزبين هي علاقات أفقية شبكية، وليست علاقات سلطوية فوقية. ولديّ من الأدلة على مشاركتي بأنشطة حزبية معهما من دون علم القيادات. وقد سبق لي أن كتبت عن هذا قبل شهور.
- وحياتنا السياسية بحاجة إلى حزب"يساري" قوي، يعطي نكهة مهمة إلى جانب حزب قومي قوي، يعيدان الألق-م ع الأحزاب اليسارية القائمة حاليّا.
ولعل المطلوب من الأحزاب الديموقراطية واليسارية والقومية، إعطاء صورة مشرّفة للحزبية، بعيدًا عن الانتهازية الحزبية التي ضمت معظم الانتهازيين، وصائدي الفرص، وأشخاصًا من دون ملامح ووجوه.
مخاض ما قبل الاندماج بين الحزبين، أقل صعوبة من الانطلاق معًا للعمل الحزبي الشبابي، وإذا لم تتحدثوا مع الشباب، فقد يتحدث معهم غيركم، من دون أن نعرف من هو هذا "الغير"! التطرف؟ ربما، التيارات الانتهازية؟ ربما!
التيار الديموقراطي، إذا ما انضم إليه الحزب المدني الديموقراطي أيضًا، سيكون حزبًا فاعلًا يستطيع إعادة الألق الحزبي في خمسينات القرن الماضي، وربما استطاع أيضًا تنظيف الساحة الحزبية من "الكائنات" الحزبية ذات الخاتم الحكومي!!
فهمت عليّ جنابك؟!