لماذا نعشق وصفي
المهندس محمد عبدالحميد المومني
28-11-2023 12:33 AM
يصادف يوم غد 28-11-2023 ذكرى وفاة الرئيس وصفي التل، الذي يُشكل رمزًا وطنيًا في ذاكرة ووجدان كل أردني
و يبقى السوال لماذا وصفي التل؟!
-لأنَّهُ خرجَ من بين الناس,وظَلَّ وَفِيَّاً لهم....و ليسَ خرجَ ولَم يَعُد ،لأنّ السلطة عنده وسيلة لِخدمَة الناس...وليست وسيلةً للركوب على ظهور الناس، لأنَّهُ "غَيَّرَ" في السُلطة...ولَم "تُغَيِّرُه" السُلطة ،لأنّه دخل الى السلطة وصفي التل....وخرج منها وصفي التل!
و صفي هو صوتٌ أردنيّ طالعٌ من بيادرِ القمحِ وميجنا الفلاحين، يُدرك عذاب الدَّرَّاسين إن هبَّ الهوا، ويعرف وجع الحصادين إنْ قَلَّ النَّدى، ويفهم جيدًا مواسم الوطن؛ فقد تلظَّى في حر حزيران وذاق قرَّ ثلج كانون.
جاءَ من تلّ إربد يحمل أحلام الوطن، وأشواق الأردنيين، ويشرع لآمالهم وآلامهم أبواب القلب، فهو سوط الوطن وصوتُ أهله ونَبَعُ عَزَّتِه، ظَلَّ صَاعِدًا نحوَ مَنيتِهِ، يرتقي سلالم الموت، تلاحقه نبوءة الوالد الذي أدرك بحدس الشاعر مصير الابن الثائر فتنبأ بنهايته التي أصبحت أمرًا واقعًا بعد ذلك بسنوات.
وصفي التل كان قائد مرحلة وخَط بيديه تاريخ عظيم وسَطَّر بطولات سياسية وإنسانية حَفِظها الشعب له ، وهو الاصل والواجب -"عليه وعلينا"-،
وصفي الذي زرع الأرض بالعمل والأمل فأنبتت مجتمعا حيا ومؤسسات وأغنيات وطنية وصحفا ناطقة باسم الدولة، نحتاج “روح” وصفي لترفرف فوقنا من جديد.
وصفي التل رمز وطني ثابت كجبال عجلون وجميل كجمال سهول حوران في إربد، وفي شموخه كقلعة الكرك، يتغنى به الشعب دوما باستمرار، ومحاولة تغييبه من عقول الأردنيين لن تنجح وما هي إلا ضربٌ من الجنون
و يجب ان يعلم الذين يُحوِّلون "وصفي التل" الى أيقونة ,يُعلِقُونها على حوائط "عالمِهم ألإفتراضي"؛لِإعلامنا بِأحلامهم ونواياهم وأوهامهم و...إنحيازاتهم,دون أن يقرأوا الرجل جيداً,وان يفهموا "خلطته السريّة" و...مَشروعة,ودون ان يُترجموا ذلك الى سلوك وعمَل ورُؤية......هُم في الواقع اكثر مَن يَظلِمُون الرجل,وأبعد الناس عن وِراثته.
رحم الله من كان أكثر من مجرد رئيساً للوزراء، من كان صاحب مشروع وطني شامل يرسخ فيه شعار الأردن أولاً، من كان همه الأول والأخير كرامة الأردنيين وكان مدرسة في الإدارة العامة والنزاهة.
لا احد يشبه وصفي التل ولا احد يشبه هزاع المجالي ولا احد يشبه حابس المجالي بذاكرة الاردنيين لانهم رسخوا الهوية الاردنية.