يدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي "الإنعاش السياسي" لشن الحرب المستعرة على غزة، والقضاء على حركة المقاومة بجميع فصائلها، وأما الهدف الحقيقي فهو إبادة جماعية لقطاع غزة.
في حين أن أبطال المقاومة وعدوا من خلال المتحدث العسكري باسمها "ابو عبيدة" أنها ستكون مقبرة لجيش الإحتلال الإسرائيلي، وأن المقاومة قد أعدت صنوفاً جديدة من الموت لهم، لم تلقي الحكومة الإسرائيلية بالاً لما قيل لهم، بل جاء بايدن قاطعاً للمحيطات ليضع يده فوق يد من لا رغبة له برؤيته في حكم إسرائيل وهو (نتنياهو)، بل والقى خطابه الأول مبتسماً في الطائرة الرئاسية الخاصة قبيل عودته للنيويورك معلناً دعم إسرائيل الكامل في حق دفاعها عن نفسها وتحرير الرهائن وإنهاء حكم حماس (الإرهابية) بحسب قوله.
50 يومًا مضت وانقضت على تلك المجازر البشرية والإبادة الجماعية، قلبت كل موازين العالم، 50 يومًا جعلت من فكرة بدء العدوان لعنة على المحتل وجشيه، صدقت المقاومة في أحاديثها وكذبت كل ما جاءت به من أقاويل اسرائيلية وامريكية (متصهينة)، 50 يومًا ظهر من خلاله الإرهاب بوجهه الحقيقي للجيش المحتل وداعميه؛ وذلك من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وهدم المنازل للأبرياء وفرار جميع المنظمات العالمية التي تدعي أنها منظمات وجدت من أجل حماية الأطفال والنساء والشيوخ، أو الحيوان، فقد شنت إسرائيل حرباً عالمية بعدوانها رمت من خلالها حتى تاريخ اعلان الهدنة آلاف الأطنان من المتفجرات دمرت كل شيء في غزة وقتلت كل شيء إلا المقاومة الإسلامية، الشيء الذي فرض على نتنياهو وحكومته التراجع وخلق الأكاذيب وافتعال الأمور الإجرامية والصاقها بالمقاومة، تخبط غير مسبوق وغير مدروس وضعت به حماس امريكا واسرائيل في المرمى الدولي، وكل هذا كان بوعي واضح في الإدارة السياسية للمقاومة فقد أثبتت حماس للعالم أنها تمتلك اليوم جيشًا لا يقهر، ناهيك عن ذلك أنها غيرت الكثير من المجريات السياسية فكتابها السياسي مليء بالمفاجأت، آراء سديدة وخطوط عريضة واضحة رسائل موجزة وكل له ميعاد.
منذ بدء العدوان الجائر بحث نتنياهو عن أي فتحة تخرجه من هذا الجحر الذي وضعته به حماس ليهرب من نهايته الحتمية، إلا أن التحام المقاومة العسكرية والشعبية جعلت الكيان الصهيوني في مرمى العذاب النفسي والمادي والجسدي ولم تستطع لا إسرائيل ولا أمريكا اختراق جدار حماس الفولاذي المحصن بقدرة الله وفضله، طائرات ترمي الموت على شعب أعزل تنتظر منه جملة واحدة ( مشان الله يا عالم خلصونا من حماس ما بدنا حرب ) لم يتمكن العدوان من سماعها رغم كل هذا الموت، بل أن الأطفال بذاتهم أصبحوا يدركون ماذا تعني إسرائيل وماذا يعني مات أبي فصاروا يشاطرون الكبار أفراحهم باستشهاد أهاليهم صارخين بوجه العدوان كلنا فداء الأقصى كلنا فداء المقاومة، قطعوا الكهرباء والغذاء والدواء وقطعوا "الماء" أيضاً ولم ترضخ لهم المقاومة ولا الشعب ولم تقف لعنة صواريخ المقاومة على الكيان المحتل، حاولوا تهجير الغزيين بجميع الوسائل والحصار العالمي فبقي الشعب كالصخرة في الأرض تهتز قليلاً من شدة الضربات، لكنه شعب متأصلٌ جبار لا ولم ولن يُخلع !..
لا خيار لإسرائيل بحربها العالمية تلك إلا الرضوخ لإبطال المقاومة وأبطال غزة وأهلها، وأظن أن نتنياهو سيعاود تفعيل الحرب بعد هذه الهدنة وهو يعلم كل العلم بإرهابه أنه لن يحرر أسراه وسيعود للتفاوض من جديد مع حماس ويرضخ لأوامرها وسيفرغ السجون كافة مقابل عودة جنوده ولكنه سينتقم بقتل المزيد من العزل والنساء والاطفال بحجة القضاء على حماس ليؤخر قليلاً ورقة حكم موته السياسي التي حكمت به عليه "حماس"..