facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انتصر الدم في غزة والحق الفلسطيني


علي السنيد
27-11-2023 10:03 AM

انهزمت "إسرائيل" أخلاقيا في حربها القذرة التي شنتها على غزة، وقد عرضت - بلا رحمة- حياة الفلسطينيين الى الإبادة الجماعية على ترابهم الوطني، ووضعتهم امام خيار الموت او التهجير.

وشهد العالم السلوك الاجرامي المروع الذي مارسه الجيش الإسرائيلي، وقد انحصرت غالبية العمليات الحربية على قتل المدنيين والعزل، وتركز القصف والغارات على الاحياء السكنية، والقيت الاف الاطنان من المتفجرات على الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال، والرضع .

وكانت الأهداف المفضلة لدى الجيش الخارج من عصور التوحش والانحطاط تتمثل بتدمير المستشفيات، والمدارس، وأماكن العبادة، وكان واضحا تعمد استهداف حياة الفلسطينيين العزل، وازهاق أرواح المدنيين، واعتبارها اهدافا مشروعة للحرب التي اقلقت الضمير العالمي.

وتركت المشاهد المروعة اثرا بالغا في كل انحاء العالم، واحدثت انقلابا في الرأي العام العالمي، وحركت المشاعر الإنسانية، وافضت الى تعاطف انساني غير مسبوق مع القضية الفلسطينية.

واجتاحت شعوب العالم مشاعر الأسى، والاسف على ما تعرض له الفلسطينيون العزل ، وخاصة الأطفال والنساء من جرائم مروعة، فتحركت في الضمير العالمي المخاوف حول انتهاك القيم الإنسانية، وما يجري من مساس صارخ لها، وللتأكيد على مبدأ إنسانية الانسان الفلسطيني، وحقه المشروع في الحياة، والتحرر الوطني.

وفي محنة غزة العظيمة ارتقى اداء السعب الفلسطيني البطل الى مستوى الاحداث التاريخية، وشهد العالم شعباً اسطورياً متمسكاً بحقه المشروع في وطنه، ومقاوماً ببسالة عز نظيرها، وهو يتملكه ايمان، وصبر قد لا يتوفران في زمننا الحاضر، وكأنه قادم من أعماق التاريخ، ومن عصر الصحابة، والاولياء والعارفين، وتحولت فلسطين الدامية الى ايقونة عالمية، والى رمز للتحرر الوطني.

وكانت الشرعية الفلسطينية تقاوم عدم مشروعية الاحتلال، وكان الدمار ، وحجم الخراب في البنى التحتية، وفي حياة الفلسطينيين يرسخ حقهم المشروع في الحياة الكريمة على ترابهم الوطني.

وكان الدم الفلسطيني المسفوك، وجثث الشهداء ، واجساد الأطفال المتناثرة تزيد في الرصيد الوطني الفلسطيني الذي تتولد منه ارادتهم الوطنية، وحقوقهم التاريخية في وطنهم الخالد ، والذين صمدوا كالجبال امام الهمجية الصهيونية التي شهد العالم فضاعتها ، وصدمت الضمير العالمي.

وبذلك انتصر الدم الفلسطيني، وانتصرت جراح الفلسطينيين، وعذاباتهم، واوجاعهم التاريخية، وانتصرت التضحيات الجسام، وانتصرت أرواح الأطفال، وبراءتهم، وانتصرت الاشلاء على القتلة، وارتفعت صرخات الإباء ، والأمهات الثكالى، وانتصر الخير على الظلام ، وانتصر الحق الفلسطيني .

وكانت الغلبة للصمود الأسطوري في مواجهة اعتى الة قتل عسكرية شهدها العالم، والتي تحللت من كل القيم ، والمبادئ الإنسانية.

لم تضع الحرب اوزارها بعد غير ان غزة الدامية انتصرت بجراحها، واوجاعها الوطنية، وسجلت سفرا من اسفار البشرية الخالدة في التحرر الوطني، والتي ستتربى على وحيها أجيال، واجيال قادمة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :