لا شك أن اليوم السابع من تشرين الأول هو محطة حقيقية في تاريخ صراعها مع العدو ، وهي محطة مميزة بكل معنى الكلمة . فقد ظهرت إرادة القتال التي كنا نقرأ ونسمع عنها ، ورأينا الشهداء بالآلاف يغسلون عارنا وذلنا بدمائهم الزكية ، وهي الدماء ذاتها التي تصفع هذا العالم الكذاب الذي يدعي حقوق الإنسان وتختم بالخمسة على وجه بايدن وبلينكن وماكرون شولتز وسوناك وكل المتآمرين من العرب والعجم . انها الدماء التي أدخلت الرعب في نفوس الصهاينة المحتلين وأذاقتهم من كأس المنون .
انه يوم مشهود من أيام الله فضح المتآمرين الذين يتلقون الأوامر فلا يملكون إلا الخنوع لأنهم تخلوا عن عبادة الله فصاروا عبيدا" عند أحذية المستعمرين . انها مقادير كنا بحاجة ماسة إليها لننفض عن وجوهنا الذل بعد أن ظهرت مخططات المسخ في الشعوب فصارت تحلف بنجوى ورونالدو وميسي ورمضان ونسيت محمدا" وعمر وحمزة وعليا" وصلاح الدين وعمر المختار .
عاد القسام من جديد يذكر بكل اللغات رغم انه استشهد وكأننا نسينا أن الشهيد حي عند ربه . أمة ولادة كما انتقلت الراية من جعفر إلى ابن رواحة فزيد ، ها هي تنتقل من القسام إلى ياسين فالرنتيسي وعقل وعياش والان بيد السنوار وأبي عبيدة .
هز اليوم العاشر من تشرين وعينا الديني، فالدين ليس فتاوى الحيض والنفاس وليس المرأة والنقاب والموسيقى وهي الموضوعات التي استهوت المتنحنحين وهم يبعثون بلحاهم في تقوى اصطناعية لا تتناول الشأن العام إلا لتذكيرنا بولي الأمر كما قال الراحل الشعراوي " ايش معنى ولي الأمر ونسيتم الله والرسول " في إشارة لقوله تعالى : وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " . نعم كما سقط مسؤولون سقط مشايخ وسقط ذوو مال وسقط دعاة النضال الفندقي وسقط إعلاميون كل ذلك ببركة السابع من تشرين الأول الذي أجبر نتن على الركوع والخنوع وأفرج عن الأسرى رغم أنفه ووافق على الهدنة صاغرا" ذليلا" فكل الأطنان التي ألقاها فوق غزة لم تحقق له هدف القضاء على المقاومة التي لا حل مع هذا العدو إلا بها . رفعتم رؤوسنا ونشعر بالخجل تجاهكم فقد أكرمكم الله لتكونوا في الطليعة
فلا أقل من أن نصفق لكم ونحبكم وندعو لكم .