تحظى القضية الفلسطينية، بتفهم ودعم، متزايد من معظم دول العالم، ومن عدد كبير من المفكرين والكتاب والصحافيين والفلاسفة والفنانين والمشرعين والمؤثرين والرياضيين والسياسيين.
وظلت احزاب اليسار ويسار الوسط في العالم، وأحزاب الديمقراطية الاجتماعية الأوروبية على الدوام، حصة قضايا التحرر الوطني، كما وقفت بصلابة ضد التمييز العنصري والصهيونية وضد الاحتلال الإسرائيلي.
واليوم، تشن تلك الأحزاب حملة عالمية على إسرائيل، تفضح فيها استمرار الإحتلال والغزو الجديد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وإبادة ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وها هي عدة دول، يتمتع فيها اليسار بشتى تدرجاته، بحضور في مراكز قرارها، تقطع العلاقات أو تسحب او تستدعي سفراءها من إسرائيل ومنها بوليفيا، بيليز، كولومبيا، هندوراس وتشيلي. وأشيد بموقف ايرلندا ورئيسي وزراء اسبانيا وبلجيكا وبموقف بلدية برشلونة، وغيرها الكثير.
وكان مدعاة للدهشة والاستياء والخيبة، ان أياً من 57 دولة إسلامية، التقت في قمة الرياض الشهر الماضي، لمناقشة العدوان الإسرائيليّ على غزّة، لم تسحب السفير او حتى لم تهدد بسحبه !!
وها هو مجلس نواب جنوب إفريقيا، بلاد مانديلا، يصوّت لصالح إغلاق سفارة إسرائيل وطرد سفيرها وتعليق العلاقات الدبلوماسية معها، على خلفية العدوان على غزة، باقتراح قدمه حزب «المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية» اليساري، بدعم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم.
وها هي روسيا والصين تقفان بنزاهة وشرف ضد الإبادة الإسرائيلية، على عكس موقف الهند، بلاد المهاتما غاندي.
وها هي جنوب أفريقيا، التي عانت مُر المعاناة من التمييز والفصل العنصري، تقْدِم على إحالة ما وصفته بـ»الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية لإجراء تحقيق فيها، وتدعو المحكمةَ الجنائية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي الإرهابي نتنياهو.
وإن نفوسنا راضية تمام الرضى على ما يقدمه بلدنا إلى الشقيق الفلسطيني، بدءا من الدور الفائق التأثير والقوة، الذي يقوم به الملك مسخراً ثقله الدولي والإقليمي والعربي، وما يقوم به ولي العهد والملكة، وما تقوم به الحكومة ومجلس الأمة والأحزاب والإعلام والقوات المسلحة والأمن العام والهيئة الخيرية الهاشمية ومختلف قطاعات شعبنا العربي العظيم.
الدستور