أزمة السياسة الأمريكية في المنطقة
د. عزت جرادات
26-11-2023 10:21 AM
قبل (7/ أكتوبر) كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد إقتربت من التفاهم مع طهران وفي الحوار من أجل التطبيع السعودي/ الإسرائيلي؛ إضافة الى تطلّعها نحو الطريق الهندي / الأوروبي عبر الشرق الأوسط، وبعد (7/أكتوبر) بدأت تُعيد النظر في رؤيتها ، فقد أدركتْ من جديد أن الحالة في الشرق الأوسط تظل متفجّرة من حين إلى آخر.
وفي الوقت الذي كانت فيه تتوقع أنها تحظى بمكانة سياسية في المنطقة، فأن وقوفها المطلق والصارخ مع العدوان الإسرائيلي على غزّة قد زادت المنطقة غضياً شعبياً ضدها. وأثرَ ذلك في رؤية الأنظمة الرسمية في المنطقة، إذْ تراها تتغاضى عن المجازر من السكان المدنيين في غزة، وتصدر لها شهادة الزور التي تسمى (بحق الدفاع عن النفس) لدولة تمارس أبشع سلوكيات الإحتلال.
ومن أهم ما اقتنعت به السياسة الأمريكية هو ادراكها أن ثمة قضية تظل مصدر التوتر والإنفجار من حين لآخر، وتتمثّل في الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والذي لا ينتهي إلا بحل الدولتيْن وليس بالعمل على تخفيف حالات العنف والتوتّر أو تحسين الأوضاع الإقتصادية.
مهما بذلت الولايات المتحدة الأمريكية من جهد في الحوار مع الأنظمة في المنطقة من أجل تسكين الأوضاع وإيجاد حوارات ما بين تلك الأنظمة وإسرائيل المحتلة، فأن البيئة الشعبية تظل معادية بشكل أكثر مما كان الوضع عليه قبل (7 / أكتوبر).
وللخروج من أزمتها في المنطقة فقد تلجأ إلى مرحلة جادّة لتحريك المسار السياسي للقضية الفلسطينية أو ما يطلق عليه- النزاع- الفلسطيني/ الإسرائيلي، بحيث يؤدي ذلك إلى إحياء المسار السياسي من جديد، وإحياء (حل الدولتيْن) المجمّد حالياً.
وقد تتجه الولايات الأمريكية المتحدة إلى إيجاد حالة تتسم بتخفيف السياسة الأسرائيلية تجاه الفلسطينين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تمهيدأ لإحياء المسار السياسي، والذي تعتبره الإدارة الأمريكية الحالية ضرورة قبل السباق إلى البيت الأبيض من جديد والذي سيكون ميدانه انتخابات عام 2024.
"الدستور"