تم مساء يوم الجمعة الإفراج عن (39) أسيرًا وأسيرة من النساء والأطفال المحكومين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل الإفراج عن (13) أسيرا إسرائيليا لدى المقاومة الفلسطينية، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى الأولى خلال فترة الهدنة الراهنة.
تمثل الفرحة الممزوجة بالدمع، مرحلة من المقاومة والنضال والصبر لاستقبال الأسرى بعد التصدي للعدوان في غزة الأبية من جانب ومن سجون الاحتلال من جانب آخر، ومحطة من إثبات الحق المشروع للشعب الفلسطيني وعلى أرضه الطهور.
تم مساء الجمعة المباركة الإنجاز مقابل العدوان والذي لم يحقق أيا من مكاسب على أرض الواقع وقوافل الشهداء ممن ارتقوا دفاعهم عن أرضهم وحقهم، واعتراف الجميع حول العالم بالرواية الفلسطينية وتفاصيلها من خلال المستشفيات التي قصفت بوحشية ومساجدها التي هدمت على مصليها وكنائسها التي انتهكت حرمتها وقدسيتها في غزة.
صفقة تبادل الأسرى عبارة عن إعلان وتوضيح للعالم عن لحظات الانتصار على الظلم ؛ تم سجن الأسرى من النساء والأطفال والشباب بعد اعتقال دام لسنوات ليست بالقصيرة ولكنها الطويلة بلحظات الصبر في السجن الصغير.
كانت عبارة جمعة مباركة، روتين أسبوعي يتم من خلاله تبادل الأمنيات الطيبة، ولكنها هذه المرة تختلف من العبارات المنسقة إلى لحظات الانطلاق للحرية دفع الأسرى ثمنها وبادلهم شهداء غزة فرحتهم للانطلاق إلى دار الدنيا ومن ثم العبور إلى دار الحق.
بطاقة الفرح الأولى هي كوكبة من الأسرى ينطلقون ثانية إلى ربى البيت الفلسطيني والأهل وإلى رفاق الحلم والإصرار والحق دون خوف ووصاية من أحد ودون ريب وشك أن عدالة القضية الفلسطينية بأنه يقين وثيق بحياة من يؤمن بالحياة والعيش بكرامة.
مشهد التحرر من سجن الاحتلال هو ما اقترن بجمعة مباركة، تم خلاله تأكيد فلسفة الشعب الفلسطيني في أنه سيبقى على العهد والوعد والثبات على الأرض ولن تجدي المحاولات نفعا لاقتلاعه من جذوره من موطنه.
الجمعة المباركة التي أدت غزة فيها ضريبة الدم والمقاومة تجاه عدو رضخ للهدنة والاعتراف بالفشل والهزيمة، هي جمعة انارت مساء فلسطين بنور تضحية غزة الباسلة لأجل إخراج الأسرى من قيد السجن.
جمعة مباركة هي بنور الحق واليقين وقوافل الشهداء في غزة ممن ارتقوا إلى السماء من جميع الفئات والأعمار خلال العدوان الغاشم والوحشي والحرب الدائرة في غزة ومطاردة أهلها من كل شبر وحلم بالنجاة.
بدأ العدوان فجر يوم سبت في السابع من شهر تشرين أول ولكن جمعة الرابع والعشرين من تشرين ثاني تسبق السبت بضياء ونصر يليق بالشهداء وبلسم يضمد الجرح وينتصر للحق في قيمة الإنسان والشعب الفلسطيني المناضل.
فرح في الأردن القريب لفلسطين ونبض من وريد القلب والرئة وعنوان وثقة تتجدد بأن الدرب مزدحم بالرجاء والأمل لمزيد من المقاومة والحشد والرباط والشهادة والصبر الجميل وإعادة البناء والتعمير جراء الدمار ومواصلة مسيرة الحياة والصمود في وجه الاحتلال والمؤامرات والصفقات وجميع ما يحاك ضد الشعب الأصيل.
جمعة مباركة هذه المرة وليست عبارات وبطاقات وجملا ترسل وتوجه وتتكرر، هي جمعة أضافت للتاريخ انها تسبق أيام الأسبوع والأشهر وباقي التوقيت وسائر الوقت الكافي والمطلوب لضبط الساعة لليقظة والنهوض من جديد للسير قدما نحو النصر المبين.
جمعة مباركة، بوركتم أيها الشعب والقضية والإنسان وإلى مزيد من جمع أخرى تنير الدرب في زمن العتمة والظلام وازدواجية المواقف وعنجهية العدوان والاحتلال.
fawazyan@hotmail.co.uk
الرأي