عدم تمديد الهدنة يعني الانتظار في صف الموت ..
صالح الشرّاب العبادي
25-11-2023 03:16 PM
يومين فقط تفصلنا عن انتهاء الهدنة ، يومين فقط ، اذا لم تمدد وهذا هو المأمول ، وهذا ما تحاول دول الوساطة ودول اخرى وهي تسابق الزمن من اجل استمرار هذه الهدنة قبل انتهاء يوم الاثنين ، لكن في حال ان رفضت اطراف النزاع الهدنة او رفض احدهما ، فان هذا يعني ان ساعة الصفر ستكون هي ساعة انتهاء الهدنة ، ومن المتوقع في هذه الحالة الحرجة سيكون القصف والتدمير والقتل اضعاف اضعاف عما عليه قبل الهدنة ..
في هذه الحالة فإن الشعب في غزة واقصد المدنين ( الاطفال والنساء وكبار السن والمرضى والجرحى .. ) والذين يحاولوا لملمة جراحهم وعلاج اصاباتهم وجمع ما يلتقطوه من معالم حياتهم المدمرة ، والعائدون الى بيوتهم التي سويت بالارض .. اقول ان جميع هولاء وغيرهم في غزة سيكونوا في انتظار صف الموت ، اذا لم تتوقف الحرب او لم تمدد الهدنة … وسيكون هناك مزيداً من المعاناة والألم ومزيداً من الدماء والصراخ والعويل ، ومزيدا من فقدان الاهل والاحبة والاصدقاء ، ومزيداً من التدمير الشامل والاحتلال ، ومزيدا من التجويع والتعطيش ومزيدًا من الثكلى والجرحى …
على الجانب العسكري ، يحاول كل طرف في هذه اللحظات وخلال هذه الهدنة مراقبة الطرف الاخر وتحسين مواقعه والتحرك من جهة الى اخرى ومن موقع الى اخر من اجل السيطرة على عقد المواصلات ومناطق خطوط التماس القصيرة والطويلة وستكون تلك المواقف خطوط بدء العمليات وسرعة حركة وتحقيق اشتباك سريع لأخذ زمام المبادرة.. ويحاول كل طرف اعادة التنظيم سواءاً من الناحية الفنية او التكتيكية والتزويد اللوجستي واخلاء الاصابات وانقاذ الاليات المدمرة ...
اذاً كل طرف مستعد الان لجولة قاسية جداً من الحرب حيث ستكون المواجهات اعنف واعقد وستكون دامية جداً .. ومن المحتمل ان تمتد لما يزيد الشهر حتى يتم قبول هدنة اخرى .. تكون نتيجته احتلال نصف غزة جنوب وادي غزة وصولاً الى مشارف جنوبها …( دير البلح والبريج والمغازي وخان يونس وعبسان ورفح) .
التهديد المتكرر لرئيس الوزراء الاسرائيلي واعضاء مجلس الكبينيت العسكري في كل مناسبة او تصريح هدفه ارسال رسائل ان قواتهم جاهزة وعلى أهبة الاستعداد خوفاً من اي مفاجآت خلال مدة الهدنة وكذاك اعطاء اهمية العالم والداخل انهم منتصرون وهم الذين يسطروا على الارض وهم من يعطوا الأمر بالاستمرار بالحرب او بالتوقف او بالتمديد للهدنة ….
اذاً نحن امام جهود دبلوماسية مكثفة فاما ان تنجح واما ان تخسر هذه الجهود ، وفي حال عدم التمديد سينتظر اهل غزة بكامل فئاتهم العمرية القتل والابادة والتطهير العرقي من قبل دولة متمردة على كل القوانين الدولية صامة اذنيها وعامية عيونها عن كل مطالبات ونداءات العقل والمنطق .. وفي حال ذلك فانها حتماً ستواجه تحديات كبيرة وضغوط هائلة وعزلة دولية ، خاصة ان المقاومة من المتوقع ان تستجيب لاطالة امد الهدنة وتبديل مزيد من الأسرى، ولكن بحذر شديد ، ففي حال تمديد الهدنة فان البنود ستتوسع واهمها انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة الى غلافها …وهذا حتماً مطلب شرعي، فنقص اعداد الاسرى او تسليمهم بالكامل الى دولة الاحتلال سيزيد من شهيتها من عمليات القتل والتدمير ومزيد من الانتقامات ..
اذا.. ثمانية واربعون ساعة تفصلنا عن انتهاء الهدنة ، فاما تهدئة وقبول واستقرار واتفاقات او مزيداً من الدماء والنزوح القصري ، حيث يبدأ من جديد العد للموتى والجرحى والمصابين ونزوح ومعاناة .. وهذا ما لا نتمناه وما يتمناه المجتمع الدولي الانساني.. والشعوب في العالم.