facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حذف ألفاظ (السلام) من اتفاقياتنا مع العدو


د. أسعد خليفة
25-11-2023 03:08 PM

تشاء الأقدار أن يتزامن مروره بدوَّار الواحة في شارع المدينة المنورة وسط العاصمة عمان مع صيحات مدوية تضرب سمعَه فتخطف بصره وجسده إلى عراك عنيف يدور بين ثلاثة أشخاص في منحدر من طرف الشارع الذي يقفز إليه من المركبة التي تقله فيوقف العراك بإشهار مسدسه في وجه من يحمل حجراً ضخما ليسحق به رأس ذلك الملقى به على الأرض أمامه ويأخذ ثلاثتهم إلى مركز أمن وادي السير على الدوار الثامن بعد أن وصله أن في حوزته اثنين من الموساد الإسرائيلي قاما للتو بمحاولة اغتيال القيادي الصاعد في حماس خالد مشعل لتبدأ فصول الرواية الممتدة وأحداثُها وحياةُ أبطالٍ منها إلى يومنا هذا .

وفي فصول الرواية أن (بيبي) والمعروف لاحقاً برئيس حزب الليكود عام 1993 ثم رئيس وزراء العدو نتنياهو في فترته الرئاسية الأولى عام 1996 وقائد فريق الكاوبوي المندفع بتشنج وبدائية لا متناهية في القِدم تُغضب الصديق قبل العدو وذلك قبل عام من هذا الحدث الكبير وأنه قد أطلق موساده المسعورين في كافة أنحاء العالم لاغتيال قادة حماس حيثما كانوا وأعاد تنشيط جهاز الأمن العام الشاباك أوالشين بيت بالعبرية لإحياء ماضي آبائه وأجداده حينما كانوا أبطال العصابات الصهيونية مثل الهاجانا وشتيرن والأرجون وغيرها التي تنتهك كل الحرمات مبتدءاً استراتيجيته طويلة الأمد بإيداع المؤسس والرأس الأكبر لحماس الشيخ أحمد ياسين السجن يريده أن يكون الأولَ قبل رفاقه سجناءً وقتلى .

وفي تفاصيل الرواية كذلك أن المغفور له بإذنه تعالى الحسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية حينها وقبل أن يغلق سماعة الهاتف الذي كان على طرفه الآخر مدير مخابراته الفريق سميح البطيخي يخبر سيد البلاد بالحدث فيأمر جلالته على الفور بالمحاصرة والسيطرة التامة على السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية بغرب عمان وبعدم السماح لمن فيها بمغادرتها إلى حين جلاء الأمر ويتم على الفور تموضع ست دبابات تابعة للقوات المسلحة الأردنية أمام بوابة سفارتهم وتدير ناقلتا الجنود الموجودتان للحراسة هناك برجيهما إلى جهة السفارة ويتم قطع الاتصالات والتشويش لمنع إرسال الإشارات من وإلى السفارة ويبدأ الاشتباك التفاوضي في أعلى مستوياته بين الملك الحسين الذي تعهد لشعبه وألزم ذاته بإرساء الاستقرار في بلده وعمل على أن يحافظ على كونه واحة استقرار في الإقليم بأكمله لعقود من الزمن وهو الغاضب لمحاولة قتل مواطنه الأردني مشعل على أرضه وبين أهله والباذل لأقصى ما لديه من قوة لإنقاذ روح هذا الشهيد الحي الراقد على سرير الشفاء عنده في المستشفى الملكي وبين من يرأس حكومة دولة تحتفظ برابع أقوى قوة عسكرية في العالم ومن يقول في اجتماعه الوزاري بخصوص الموقف الأردني من الحدث ( يجب علينا أن نحرق عمان كلها بالقنابل بدون أي استثناء وبدون رحمة ) فيصله الرد من الملك بأن كلمته هذه لا تعني شيئاً بالنسبة له وأنه يغلق سفارته إلى وقت غير محدود وأن أي تعاون أمني بين الدولتين قد انتهى رافضاً جلالته الرد على مكالمات نتنياهو التي تكررت لمرات غير مدرك أن سجله الجرمي المفتوح أمام جلالته في تلك اللحظة يحول بينه وبين التنازل والرد وأنه يطالع في هذا السجل أن سفارة (بيبي) عندنا تجاوزت الغاية التي وجدت لأجلها وأصبحت ملجأً لموساده الذين دخلوا إلى عمان لاغتيال الناس في شوارعها مضيفاً جلالته : وأننا قبضنا عليهم وحاصرنا بقيتهم في سفارتكم وهم بين أيدينا الآن وأن شريعتنا وقانوننا يفرضان علينا قتل القاتل وسنفعل إذا حدث ذلك لمواطننا وأننا أبلغنا الرئيس الأميركي بل كلينتون بأن (عملية السَّلام) برمتها راقدة في سرير المستشفى مع السيد مشعل في هذه اللحظة وإذا ماتَ فإن (السَّلام) يموتُ معه.

لقد قام إثنان من فريق الموت هذا المتواجد في الأردن على شكل سياح كنديين بجوازات سفر مزيفة والمكلف باغتيال خالد مشعل في عمان بقذف مادة سامة في أذنه تم تحضيرها بحيث تؤدي إلى إنهاء حياته بشكل بطيء بعد ثمان وأربعين ساعة من دخولها جسمه وقد ضبطوا توقيت الوفاة بحيث تتم وهو نائم في صمتٍ وهدوءٍ تامين ودون أن يعلم أحد بذلك أو يُستفز أو يَغضب لأجله وبات مؤكداً بأن ترياقاً مضاداً لهذه السموم التي تنساب وتنتشر في جسد الضحية هو الحل الوحيد لإنقاذ الرجل قبل نفاد الوقت المحدد لاكتمال الجريمة وقد تصدر لهذه المهمة وتكفل بتمامها الملك الحسين رحمه الله وأنقذ خالد مشعل من مصير محتوم باستحضار الترياق له من لدن العدو وحقنه به واضعاً صاحب القرار في دولة الكيان الغاصب نتنياهو في أصعب اختبار له في حياته وهو أن يساعد على البقاء حياً مَن أدرج اسمه أمس على قائمة ضحاياه من قادة حماس وعمل كل ما أمكنه من أجل ذلك ونجح الحسين بجعل ( بيبي) ينفذ أمراً قال بأنه لا يمكنه القيام به وليس هذا فحسب فكذلك يقول عند وفاة الحسين رحمه الله تعالى : أصبحت أعيش في عالم لا يوجد فيه من أخشاه بعد اليوم.

وبدون كلمة أخيراً فقد كانت صفعةً على خد الزمن لمن تم تثبيته في وضع السكون والصمت وعدم إبداء أية ردة فعل برغم ممارسة أبشع الأفعال وأكثرها إيذاءً واستخفافاً بالكينونة الإنسانية مما أدى إلى تشقق التراب لوطنه فلسطين وتشكل الأنهار من دمه المسال على الدوام وارتفاع منسوب الألم والمعاناة لديه إلى أعلى المستويات على مدى ثمانية عقود من الزمن تكفي للتوقف عند تلك المحطة والمكانية والزمانية في قطاع غزة وفي السابع من أكتوبر 2023 وتدوين النتائج لما تم رصده والتحقق منه في نهاية الخمسين يوماً الأولى من وقوع هذه الصفعة الصعقة ومنها :

إن المعدل اليومي لعدد المتضررين الفلسطينيين من هذه المأساة بين شهيد ومصاب ومفقود بلغ حوالي الألف معظمهم من الأطفال والنساء .

إن الخسائر التي تكبدها العدو جراء هذا العدوان الآثم تساوي أضعافاً مضاعفة لما تم الإفصاح عنه عبر البيانات الرسمية له .

إن ما يتم ذكره على أنه جيش الاحتلال عالي الكفاءة والاقتدار ليس إلاّ نوعاً ما من القتلة والسفاحين يعود تشكيلهم إلى عصابات إرهابية عريقة كانت تمارس أفعالها ضد العرب والإنجليز في فلسطين منذ زمن وإنهم عبارة عن مجاميع مرعوبة تقاوم خوفها حتى من الأطفال الخدج والأطباء والإعلاميين الأبعد عن حمل السلاح واستعماله .

إن هناك من يدفع الفاتورة لهذه الوجبة من الدمار وأن إسرائيل هي داعمة ومنفذة فقط لرغبات الكثيرين من هذا العالم .

إن الهدف النهائي لهذا الاعتداء على الشعب الفلسطيني هو أن ينتقل الفلسطينيون إلى مكان آخر خارج فلسطين ليتسنى للعدو الاستفادة من الدروس التي تعلمها في المرحلة الابتدائية من حياته والتي كانت تركز على اضطهاده ومحاولة التخلص منه في أوروبا وباقي دول العالم بشتى الوسائل والأساليب ليهرب حاملاً حذاءه في يده باتجاه مكان وجهوه إليه ويحرصون على أن يبقى متمسكاً به حتى لا يعود إليهم بما نبذوه لأجله على مدى الزمن .

وإنه آن الأوان لنا أن نعرف حقيقة هذا العدو كما عرفها العالم أجمع من قبلنا وهي أنه لاسلام لبشر معه وأنه ماهر في العبث بالقول والفعل، وأن نحذف لفظ السلام من جميع اتفاقياتنا التي تمت بيننا وبينه والتي أملاها علينا الجوار القسري وتداخل المصالح والضرورات لدول عربية أو لهياكل تنظيمية عربية تحايل عليها هذا العدو بأن وسم العلاقة معه بأنها جزء من ( العملية السلمية ) كمسمى فضفاض يستحيل حصر دلالته ووظيفته بما يخدم أهداف هذا العدو ويجعل له مخرجاً من وإلى حيثما يريد ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :