الحرب الروسية-الأوكرانية .. مصلحة أمريكية
د.حسام العتوم
25-11-2023 01:47 PM
على هامش قمة العشرين الاقتصادية في نيودلهي بتاريخ 9/ 11/ 2023 ومحاولة الغرب الأمريكي واليابان تسييس مسارها الاقتصادي في محاولة لإدانة روسيا في أوكرانيا وتشويه سمعتها بعد اندلاع عمليتها العسكرية الخاصة الإستباقية الدفاعية التحريرية بتاريخ 24 / شباط 2022 المرتكزة على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها، وهي التي حضر أعمالها سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية والرئيس بوتين عن بعد، علق الرئيس فلاديمير بوتين بأن أي حرب هي مأساة، وروسيا لم تبدأ الحرب وإنما أوكرانيا، وهي حقيقة أثبتتها الثورات البرتقالية عام 2007، وبعد ذلك وانقلاب "كييف" عام 2014 الملوثة بأيدي الإستخبارات الغربية، وفي مقدمتها الأمريكية وكيف ذهب نظام "كييف" لتوقيع أمر عدم إجراء مفاوضات مع روسيا، وقارن بوتين نتيجة الحرب الأوكرانية المأساوية من زاوية الخسارة البشرية بما جرى في قطاع غزة التي تحولت لمقبرة للأطفال حسب قول للسكرتير العام للأمم المتحدة، وما جرى في غزة من تنفيذ عمليات جراحية للأطفال من دون تخدير، وبحادثة انقلاب كييف الجلل عام 2014 الذي أصاب الأوكران أولا، ولفت الإنتباه لتوجيه روسيا للحبوب لأفريقيا من دون مقابل .
وحديثا وبعد مرور أكثر من 45 يوما على حرب غزة المأساوية من جهة والبطلة من جهة حماس والتي وصلت لهدنة مؤقتة، وهي الحركة التحريرية و الأيدولوجيا ، أي منذ السابع من أكتوبر 2023 ، عاد وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية لويد أوستن – الأسمر المرعب من حيث المظهر الخارجي الى ( كييف ) عاصمة غرب أوكرانيا حاليا ، و التقى الرئيس البهلواني فلاديمير زيلينسكي طالبا منه مواصلة القتال مع روسيا بعدما شارف على رفع الراية البيضاء ، وقدم (لكييف ) مائة مليون دولار ، و هو مبلغ ضئيل و يؤشر على الافلاس الغربي بعد معركة غزة وبعد ما قدمته خزائن أمريكا و الغرب من مبالغ مالية و سلاح حديث تجاوز المائتي مليار دولار ومن دون نتيجة في أرض المعركة، و شخصيا لا تصيبني الدهشة إذا ما قدم أوستن الأسمر في المرة القادمة مائة دولار لزيلينسكي ليبقى صامدا أمام الروس أو على الأقل أمام الرأي العام العالمي لحفظ ماء وجه أمريكا البائس في غزة و في (كييف) و في غير مكان ،وسط أحداث العالم الحالية و السابقة ، وهي التي تجر عواصم الغرب العمياء خلفها، والدعم الأمريكي لنظام زيلينسكي البنديري المتطرف في وقتنا المعاصر يشبه "عيار العجل المضروب بالهواء"، فإلى أين وصلت الحرب الروسية – الأوكرانية يا ترى ؟.
يعتقد زيلينسكي صاحب مسرحية "خادم الشعب" سابقا ، والذي أصبح خادما للغرب وخاصة لأمريكا ، ويعتقد الغرب الأمريكي معه، بأن روسيا الاتحادية العظمى قولا وفعلا والتي هي فوق نووية وتتفوق كما ونوعا في المجال النووي العسكري وحتى في المجال العسكري التقليدي على حلف الناتو مجتمعا ، بأن روسيا الأكبر مساحة في العالم أيضا هي بحجم جزر القمر، و هنا لا نعرف من يسحب أفلامه على من؟، الغرب الأمريكي ومنه اللوجستي على " كييف – زيلينسكي أم زيلينسكي الفنان المسرحي الكوميدي عاشق جمع أموال الغرب في جيوبه أولا قبل جيوب الحرب ، وما نعرفه الأن هو أنه يبني بيوتا خاصة له و لعائلته في تل - أبيب تمشيا مع أصوله اليهودية ، ويساند مستعمرة ( إسرائيل ) النازية في حربها على قطاع غزة المكلوم تماما كما ساندت ( إسرائيل ) كييف في حربها على روسيا .
ولما لا ما دام الغرب يغدق المال الأسود و السلاح لهزيمة روسيا ؟، وهو محض سراب وخديعة، وما دام نظام زيلينسكي غارق حتى الثمالة في العمالة لأمريكا و الغرب، ولدي اعتقاد جازم في المقابل لو أن أمريكا و معها جموع الغرب دفعت لنظام زيلينسكي ترليون دولار في اليوم لما استطاعوا زحزحة روسيا سينتيميترا واحدا الى الخلف، و لروسيا استراتيجية عسكرية هادئة وطاولة رملية ذكية حكيمة للوصول بدقة متناهية لتحقيق كافة الأغراض و الأهداف من عمليتها العسكرية الخاصة. و المشوار العسكري الروسي القادم يتجه لتحرير ( أوديسا و خاركوف و نيكولاي – الدنيبر ) لتشكل صدام أمان لعموم منطقة الدونباس . دعونا نراقب المشهد عن قرب .
وحسب قول لماثيو ميلر متحدث الخارجية الأمريكية، بأن أمريكا لن تسمح بوجود حماس في غزة بعد اليوم ، ولن تسمح لإسرائيل بإحتلال غزة ، وسوف يتم التوجه لفترة انتقالية تحدد ملامحها لاحقا بهدف اقامة دولة فلسطينية . وتعليقي على ذلك هو بأن ( إسرائيل ) غزت غزة خمس مرات في السابق و تسببت بإقتراف جرائم حرب متكررة كان آخرها هذا العام بالتسبب في مقتل أكثر من 14 الف و خمسمائة فلسطيني ، في غضون فترة زمنية قصيرة وعن سبق اصرار و ترصد ، وهي جريمة حرب كبرى لا تريد أمريكا و لا ( إسرائيل ) الإعتراف بها .
والأصل أن يقفا معا أمام محكمة الجنايات الدولية لينالا جزائهما القانوني الدولي المناسب، و المعروف في المقابل هو بأن ( إسرائيل ) خرجت مهرولة من غزة – شارون عام 2005، فلماذا الحديث الأمريكي عن احتمال عودة ( إسرائيل ) مجددا الى غزة ؟ و لا تفاصيل لدى أمريكا و لا لدى ( إسرائيل ) عن شكل الدولة الفلسطينية المنشودة، وتحدث الرئيس الروسي بوتين مرارا في الطرف المقابل بأنه من دون قيام دولة فلسطينية ، فإن حدث غزة سوف يتكرر ، و تعرف روسيا كما العرب بأن المقصود بالدولة الفلسطينية هي كاملة السيادة و عاصمتها القدس الشرقية و مع ضمانة حق العودة أولا و التعويض ثانيا، و حماس حركة أيدولوجية يصعب على أمريكا و ( إسرائيل ) اجتثاثها و تهجيرها ، و شعب فلسطين صاحب الأرض و القضية العادلة ، فلقد أصبحت تمثل كل بيت فلسطيني ومنه ما هدمته ( إسرائيل ) ، وكل طفل و سيدة وشاب و شيخ فلسطيني قتل واستشهد عمدا من قبل آلة ( إسرائيل ) العسكرية الجبانة النازية. و تمثل بيوت العرب مسلمين و مسيحيين ، و كسبت تعاطف شعوب العالم و الغرب خاصة . و الغريب هنا هو تهديد النتن ياهو بإغتيال قادة حماس إن تواجدوا في الخارج ، وهم من زاروا موسكو وسط حدث غزة بأمان، ومن يستحق الإغتيال حقا هم مجرمو الحرب نتن ياهو و قادة حزب الليكود إيتمار بن غفير و بتسلئيل سموتريتيتش و غيرهم .
ومثلما أفشلت أمريكا و بالتعاون مع إسرائيلها المشروع الفلسطيني العادل، ها هي تصر على افشال مشروع ( كييف ) في تحقيق أهدافها السرابية ، وتفشل حتى في اغراقها بالمال و السلاح و اللوجستيا ، وعينها على استمراية الحرب الباردة و سباق التسلح و تقسيم روسيا و البطش بها في الوقت المناسب لها . و الأغرب هو موقف اليابان المساند لأمريكا و الغرب في الحرب الروسية – الأوكرانية ، و نسيت ربما قصف أمريكا لها في حادثتي " هيروشيما و ناكازاكي " بالسلاح النووي ، و التسبب في كارثة انسانية قوامها نحو 300 الف ياباني بين قتيل و مشوه خلقيا .
وتعتقد أمريكا ( الذكية ) بأن الفرصة الذهبية قد حانت ، و تتمنى ألا يرشح الرئيس بوتين نفسه مجددا عام 2024، و هو الأمر بالمجمل الذي يتطلب من العرب ومن عالم الأقطاب المتعددة اعادة ترتيب أوراقهم الوطنية و القومية و السياسية ذات العلاقة بأمريكا و (إسرائيل)، و إسرائيل بالذات أصبحت محتاجة لتفكيكها و لترحيلها الى حيث رغب الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين الى القرم وسخالين ، أو حديثا كما أقترح شخصيا الى اقليم ( ألاسكا ) الأمريكي الذي باعه القيصر الروسي الكسندر الثاني لهم عام 1867 ، و هو الأوسع مساحة في أمريكا، أي نحو مليوني كيلومتر مربع، ويتسع ليهود العالم ولبناء هيكلهم المزعوم هناك .