ايران وحزب الله الحشد الشيعي بأطيافه من افغانسان واذربيجان والعراق وسوريا وغيرها ، جميعها تحت اماره واحده وقياده واحده هي الحرس الثوري الايراني .
ايران بالفعل استلمت سوريا واحتلت القرار السياسي في دمشق بموافقة روسيا ، خصوصاً بعد انشغال الاخيره بالحرب على اوكرانيا وبعد ان وجدت لها موقع وقواعد على المياه الدافئه في البحر المتوسط .
ايران وحزب الله لم تغفل يوماً ولم تنسى هدفها في كسر الجدار الحصين بوجهها للسيطره على الهلال الخصيب ومن ثم محاصرة السعوديه من كل الجهات وهذا الجدار هو الاردن .
ايران التي تعيش ظروف عقوبات واوضاع اقتصاديه مترديه وتعتمد بالكامل على خزانة بغداد لتغطية وتمويل حملتها العسكريه في تصفية المعسكر السني في المنطقه وتقطيع اوصال البلاد العربية والتحكم بقراراتها وتنصيب من يحكم بإسمها وإمرتها كما فعلت في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ، الا ان خزنة بغداد لا تكفي وخزنة دمشق فارغه وتجارتها مع التنظيمات الارهابيه في سوريا والعراق قد توقفت مثل داعش والقاعده والنصره وذلك بعد تلاشي دور هذه التنظيمات في المنطقه ، وايضاً فقد كسدت بضاعة حزب الله السوداء من مخدرات وحشيش ودعاره كون الحزب يعتمد بكامل تمويله على المخدرات والدعاره وبيوت الفجور والملاهي الليليه ، اذن لا بد حينها من تكثيف العمل على تسويق بضاعتهم من خلال البوابه الجنوبيه لسوريا وتمرير المخدرات الى الاردن والى دول الخليج من خلال طرق التهريب البريه .
وهنا لا بد من الاشاره الى عدة نقاط دفعت ايران وذراعها الرئيسي حزب الله الى الالتفات جنوبا نحو الاردن:
أولاً :
الاردن بمؤسساته الامنيه القويه وحاضناتها الشعبيه يحارب ويرفض اي نشاط شيعي ديني او سياسي على اراضيه وذلك منذ الثوره الشيعيه ١٩٧٩ وزاد العمل ومقاومة النشاط الشيعي بعد سقوط نظام البعث في العراق وتفرد ايران في حكم العراق ، وكذلك ظهور فكره الهلال الشيعي لدى سادة ايران واعوانهم في المنطقه .
ثانياً :
سعت ايران ومن خلفها حزب الله الى خلق حاضنه شعبيه لها في الاردن خصوصا بعد حزب ٢٠٠٦ في لبنان والتي اوهم الشيعه للبعض انهم انتصروا على اسرائيل وبعد ان غلفت اعمالها بطابع الدفاع عن فلسطين وضمنت سوريا الى جانبها وانهم دول ممانعه ومقاومه الامر الذي خلق تعاطف بعض القطاعات والافراد مع الحزب وكذلك ظهر نشاط شيعي في عدة مناطق في المملكه ، حتى ان كثير من ائمة المساجد كانوا يمجدون حزب الله ويتغنون بإنتصاراته وكذلك خلقت ايران لها عدد من اساتذة الجامعات ومعلمي المدارس ومشايخ يعملون على نشر الفكر الشيعي وتبني المذهب ، كذلك لعبت قناة المنار دوراً كبيراً ومهماً في ذلك وكانت تتواصل مع هؤلاء الاشخاص ، الا ان الاجراءات الامنية انذاك كانت رادعه وكبيره وجففت كل منابع وطرق نشر المذهب الشيعي ومنعت قناة المنار / الجناح الاعلامي لحزب الله من العمل وكذلك رفضت ترخيصها كما كشفت واحبطت عدة محاولات اختراق امني قام بها الحزب والشبكات الشيعيه ومنعت الزيارات للمقامات في جنوب ووسط المملكه واتخذت اشد الاجراءات بحق كل من ينشط بهذا الاتجاه .ومنعت ترخيص او بناء اي زاويه او حسينية حتى للشيعه الاردنيين واللذين يعيشون في الاردن منذ اكثر من ١٥٠ عام .
كل هذه الاجراءات كانت كافيه للقضاء على المد الشيعي في الاردن انذاك.
ثالثاً :
سعت ايران وحزب الله لايجاد اذرع عسكريه لها في الاردن بعد ان فشلت في اختراق المنظومة الامنيه والاجتماعية والشعبيه ، وكانت هذه المحاوله من خلال عدد من الاشخاص اللذين يحملون الجنسيه الاردنيه والسواريه او من اللاجئين في جنوب لبنان وفي الاردن وذلك بعد ان شارك هؤلاء الاشخاص معهم في عدة معارك سابقه في لبنان وسوريا وكذلك كون هؤلاء الاشخاص لهم حريه ومرونته الدخول الى الاردن وهم ايضا مدربون على الاسلحه الخفيفه والمتوسطه وكذلك يقوم هؤلاء باستقطاب وتجنيد عدد من الاشخاص معهم لتشكيل تنظيم سري ومنهم من ذهب الى لبنان ليتدرب في معسكرات حزب الله في النبطية وسهل التفاح والهرمل وغيرها ومن ثم عاد الى الاردن ، وكذلك محاولات حزب الله ادخال اسلحه وصواريخ قصيرة المدي وكاتيوشا من خلال منافذ التهريب بين الاردن وسوريا الا ان تلك المحاولات باءت بالفشل .
رابعاً :
قتل عدد من قادة حزب الله وعلى راسهم عماد مغنيه القائد العسكري للحزب في دمشق عام ٢٠٠٨ وكذلك قتل عدد من القيادات الميدانيه ومقتل قاسم سليماني مؤخرا ومقتل عدد لا باس به من كوادر الحزب والميليشيات الايرانيه في الجنوب السوري ، مما خلق انطباع عام عند الايرانيين ان الاردن اهل ضلع في الموضوع
خامساً:
السيطره الكامله للاردن على حدوده الشماليه وقتل المهربين وضبط الملايين من الكيلوات من الحبوب المخدره والحشيش ، وكميات كبيره من الاسلحه ادى بالحزب والميليشيات الايرانيه الى تكثيف عمليات التهريب على طول الحدود واستخدام الطائرات المسيرة وقتلهم لعدد من الجنود الاردنيين ، وبالرغم من كثافة تلك العمليات الا ان الاجراءات العسكرية الاردنية كانت حازمه جدا ورادعه.
سادساً :
قيام الجيش الاردني بتعزيز تواجده على الحدود وعدم الاكتفاء بقوات حرس الحدود فقط بل حصن الحدود بكل الامكانيات الحربيه المتطوره وجاهزيه قتاليه عاليه ومعدات وطيران ورد سريع واقفل الحدود بشكل كامل .
سابعاً :
الاردن اغلق حدوده والمنافذ وسد الفجوات واحبط الخطه الايرانيه ذات الاذرع السياسيه والمذهبية والاقتصادية والتوسعية .
ماذا الان ؟ هكذا يتساءل ايران ومن خلفها حزب الله
لقد قام الاردن ب ( قطع رزق ) ايران واعوانها وكذلك افشل مخططها التوسعي وتحقيق فكي الكماشة وفكرة الهلال الشيعي ، وكأن لسان حالهم يقول :
لم يبقى لدينا خيار بعد ان افرغ الايرانيين من سوريا وتحقيق تفاهمات مو الروس وترك الشمال السوري للاكراد والساحل للروس والبترول والغاز للامريكان وعقد تفاهمات مع الميليشيات الاسدية في دير الزور والرقه والغوطة وغيرها
حينها توجهت وتفرغت للهدف المنشود:
الاردن نعم الاردن وهنا قامت ومن خلال عناصرها بمايلي:
١ - تكثيف عمليات التهريب بشكل جنوني قد يتجاوز مئات المرات يومياً
٢ - محاولة زعزعة امن الحدود من خلال الاشتباك مع القوات الاردنيه وتوفير غطاء ناري للمهربين
٣ - الدفع بتعزيزات عسكريه كبيره على الحدود مع الاردن في كافة المواقع وعلى طول الحدود وهذه العناصر ممثله بعناصر حزب الله الجناح الشرقي وكتيبة حمص وكذلك المتطوعين
اضافة الى لواء فاطميون الايراني الفارسي والذي. يتواجد في نصيب على بعد اقل من كيلو متر من الحدود الاردنيه والف قه الرابعه المكونه من المرتزقه المتطوعين من افغانسان اذربيجان العراق سوريا البحرين واليمن وغيرهم
وكل هذه القوات تحت قيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني
٤ - محاولة خلق حاله من الذعر والرعب لدى الاردنيين جيشاً وشعباً وقيادةً من خلال بث فيديوهات عبر وسائل التواصل والقنوات التلفزيونية تعبر عن مدى قوة تلك الميليشيات
٥ - على صعيد اخر تسعى اي ان وكذلك حزب الله لايجاد حواضن ج يده لهم داخل المجتمع والشارع الاردني من خلال بعض المنظرين لتقبل المذهب الشيعي وعدم التشدد ضد النشاطات الشيعيه من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات التلفزيونية الموجهه وكذلك اختراق بعض اتباع الطرق الصوفيه للترويج لهم
٦ - التلاعب بعواطف الاردنيين فيما يخص القضيه الفلسطينة وان الايرانيين وحزب الله يقاتلوا اليهود وانهم مقاومه وان الانظمه العربيه مطبعه مع اليهود وترتبط بعلاقات صداقة معهم .
من الواضح ان هذا المشهد على الحدود الاردنيه قد يصعب او حتى يقلل الخيارات امام صانع القرار السياسي في عمان من جهة اخرى ليس امامه سوى الصمود على حدوده والقيام بمهامه كامله.
ومن خارج الحدود ثمة من يراقب المشهد بقلق ولا سيما السعوديه والكيان الغاصب فكل منهما متأثراً وبشده من تغيير الوضع القائم
دولة الكيان التي تقوم يومياً بضرب سوريا بالصواريخ والطيران وسبق ان ضربت عناصر حزب الله دون اي رد من الجانب الاخر بل وزاد نشاطها ان قامت بعمليات تصفيه نوعيه داخل ايران وسوريا والعراق وتركيا لقيادات وعلماء وضباط وايرانيين ، اذن قد لا تكون سعيده بوجود ايرانيين قريباً منها ، وانها تعلم ان ايران تواقه الى الرد وان اي محاوله لايران ان نجحت ( لا سمح الله ) بدخول الاراضي الاردنيه سيكون له انعكاسات سلبيه على الكيان.
السعوديه تراقب المشهد بمخاوف اكبر فهي التي تواجه المسيرات والصواريخ البالستية الايرانيه يومياً من الاراضي اليمنيه وتنفق مليار دولار يومياً على حربها في اليمن ومواجهة ايران من الجنوب ، لن يكون ابدا من مصلحتها فتح جبهه اخرى في الشمال ولا سيما انها محاصره ومحاطه بنفوذ ايراني في العراق واليمن وعمان وبحر العرب ومياه الخليج .
اذن فالمشهد معقد على الجميع ولا سيما الاردن التي تعيش اصلاً ظروف اقتصاديه صعبه متمثله بمديونية ثقيله وشح مياه وبطاله وارتفاع اثمان الطاقه وتضخم وغلاء اسعار وتراجع الدعم العربي عسكريا وماليا وسياسيًا.
الا ان الاردن صامد باذن الله وستبقى حدوده منيعه ضد العدو المجوسي واعوانه متكلاً على الله معتمدا على جيش باسل محترف متكئاً على حاضنه شعبيه تشد من ازره وتسانده وترفض الشيعه والتشيع واخذت عبره ممن حولنا.
سنبقى وسنقاوم فهذا جيش النشامى حماة القدس وحماة الاردن فهم الرجال اللذين قال يستحقون قوله تعالى رجالا صدقوا ماعاهدوا الله
ولكن يبقى السؤال ما هو القادم؟