عائدون من الموت، هذا ما تحكيه قصص المواطنين العائدين من قطاع غزة، معتبرين التسهيلات التي قدمها لهم الأردن حت يصلوا لأرض الوطن، خارقة ومميزة، لتكون عودتهم بمجرد الخروج من جغرافيا غزة سهلة جدا، ولم تواجههم أي عقبات حتى من فقد وثائق سفره حيث تم توفيرها لهم من خلال السفارة الأردنية في القاهرة.

في الاستماع لهم يبدؤون حديثهم وينهوه بالشكر لجلالة الملك وولي العهد لما يقدّمه الأردن للمواطنين في كل مكان وفي أي ظروف، فبعدما عاشوا أياما كانوا يودعون الحياة مع انتهاء كل يوم، ويستقبلون يوما جديدا بفرح مؤقت أن كُتبت لهم ساعات جديدة في أعمارهم، فما عاشوه أكثر وأكبر من كل ما تنقله كاميرات التلفزة، وشاشات الهواتف، فهم يتحدثون عن واقع تعيشه غزة أقل ما يوصف به أنه حرب إبادة للإنسان وللتاريخ والحضارة وللحجر، إبادة للبنى التحتية والمدارس والمستشفيات، حرب غير عادلة تستهدف المدنيين الأبرياء ويذهب ضحيتها أطفال ونساء وشيوخ.

تبدأ قصصهم ولا تنتهي من هول ما شاهدوه وعاشوه في غزة، هي أيام قليلة ذهبوا لزيارة أهاليهم وأقاربهم، وأمهاتهم وآبائهم، لكنها عن عمر بأكمله، أيام قليلة في احتسابها زمنيا، لكنها الأطول في حياتهم، إلى أن جاءت كلمات انقذتهم وأنقذت بأسهم وخوفهم في ترتيبات تجري لعودتهم إلى أرض الوطن، ليبدأ نور يسطع في نفق مظلم عاشوه لأكثر من شهر، ليبزغ معه الأمل بما أسموه العودة من الموت، وبدء حياة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حياة هادئة آمنة مستقرة تغيب عنها أصوات القذائف والصواريخ وتختفي تفاصيل الخوف عن يومهم، عائدين إلى الأردن حماه الله من وطن لا يشبه على هذه المعمورة سوى بهائه وعظمته.

يشكرون جلالة الملك في كل كلمة وجملة يتحدثون بها عن عودتهم للحياة، يشرحون تفاصيل عودتهم للوطن الآمنة، والتسهيلات التي قدمت لهم، فجهود جلالته بأن يبقى المواطن أغلى ما نملك واقع أردني حقيقي يعيشه المواطنون، في كل زمان ومكان، وفي عودة المواطنين من غزة آمنين سالمين.. عائدون للحياة التي كادوا أن يفقدوها، تاركين خلفهم مآسي وواقع مرير، لأقارب لهم، عائدون للأردن الذي يتنفسون حبّه ويعيش بهم، شاكرين لجلالة الملك جهوده المستمرة بتأمين عودتهم، ومثمنين دور السفارة الأردنية في القاهرة على جهودها الضخمة التي تبذلها لحمايتهم وتسهيل عودتهم.

الدستور