عرب 2011 ليسوا عرب 2010 على الإطلاق ، وما يجري حالياً في بلاد العرب دون غيرها من دول الأرض ، دليل قاطع على ان عرباً جدداً آخذين في التشكل حالياً وبمواصفات ومفاهيم جديدة وعزم جديد وحياة جديدة بالضرورة .
الولايات المتحدة والغرب عموماً تنبهوا ولكن بعد زلزال الشقيقة مصر إلى ان ما يجري ليس في صالح استراتجياتهم السياسية التقليدية التي تقوم على الاطمئنان لوجود إسرائيل ولقوتها وتفوقها ، وأن هناك أمة عربية جديدة باتت تظهر تباعاً وعلى نحو جديد ستكون له استحقاقاته وشروطه التي لن تتفق ابداً مع رؤى وسياسات الغرب الذي تحمله الشعوب العربية ومن المحيط إلى الخليج المسؤولية عن معاناتها وآلامها وسائر مشكلاتها على مدى عقود طويلة حتى الآن !
إسرائيل هي بالضرورة من نبه أميركا والغرب إلى ان مواقفهم النظرية المساندة لرغبة الشعوب العربية في التغيير الديمقراطي هي ليست في صالحهم استراتيجياً باعتبار ان التغيير في نظر إسرائيل سيأتي بأنظمة حكم مناوئة للغرب عموما ورافضة لهيمنة النفوذ الأمريكي الأوروبي في المنطقة .
هذا يعني ان إسرائيل تفقد اليوم صوابها وترتعد فرائصها جراء ما يشهده العالم العربي من تحولات تدرك انها ليست في صالحها وان وجودها كله بات في خطر ، ولهذا فقد اهتز كيانها وباتت تعتمد منهجية التحريض على هذه التحولات وتحذير الغرب من نتائجها ودفعه للوقوف في مواجهتها مبكراً .
أُردنياً يبدو واضحاً ان علينا ان نفحص الأمور جيداً ومنذ الآن لجهة بناء استراتيجيات جديدة للتعامل مع الواقع الإقليمي والعربي الجديد ، خاصة وإننا والى جانب الشقيقة مصر نرتبط مع " إسرائيل " باتفاقية سلام نحترمها رسمياً من جانبنا ويواصل ساسة إسرائيل خرقها لا بل فهم لا يخجلون من التنكر حتى لوجود دولتنا عندما يجدون ان من المناسب من وجهة نظرهم التوجه نحو حل المعضلة الشرق أوسطية برمتها على حساب هذه الوجود !.
نعم .. نحتاج إلى إستراتيجية سياسية جديدة توفر لنا إمكانية الاستقواء بأمتنا وبعالمنا العربي إقليميا ومن المحيط إلى الخليج ، وذلك انسجاماً مع منظومة " العرب الجدد " واستحقاقاتها من جهة ، ومواجهة للأطماع الصهيونية المتجددة ولتنكر الغرب المتوقع بقوة من جهة ثانية ، فالأردن يقوى بأمته ولا مجال لقوة أُخرى على وجه الأرض لان تحميه دون الأمة ، أو ان تضره بوجود الأمة بعون الله جلّ قدرته وبحمايته وعنايته سبحانه ، وهو من وراء القصد .
she_abubakar@yahoo.com