facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السّاعة الـ25 للعدوان على غزّة وسؤال "ماذا بعد إسرائيل"؟


نارت قاخون
22-11-2023 08:56 AM

حين تنتهي الـ24 ساعة من اليوم، تبدأ السّاعة الأولى من اليوم التّالي، ولكن في الحروب هناك ساعة خامسة وعشرون؛ ساعة ما بعد نهاية قديم، وقبل بداية جديد، ساعة يُغفلها "المحلّلون السّياسيّون والعسكريّون"، ساعة يتوقّف فيها الزّمان، يعيشها النّاس، وربّما يدركها بعض الأدباء، ولكنّها في حساب من لا يؤمن إلاّ بالأرقام لا وجود لها.

يمكن أن تكون السّاعة الخامسة والعشرون رمزاً للشّرّ الّذي يعقب الحروب، حين تنتهي "المعارك" بهزيمة الجميع، وانكسار الإنسان، كما فعل "قسطنطين جورجيو" في روايته "السّاعة الخامسة والعشرون"؛ فهي ساعة لن تشرق الشّمس بعدها، ولا يوم تالياً لها.

هيمنت هذه الدّلالة الرّمزيّة للسّاعة الخامسة والعشرين بتأثير رواية قسطنطين، الّتي كانت مرثيّة لإنسان ما بعد الحرب العالميّة الثّانية، ولكنّها في الوقت نفسه تحمل طاقة رمزيّة، وقوّة تأويليّة لدلالات مضادّة تماماً.

إنّها ساعة تلملم أشلاء عالم قديم، زمان يموت، ليأتي بعدها "اليوم الجديد"، وليس مجرّد "يوم آخر".

السّاعة الخامسة والعشرون للعدوان على غزّة، هي السّاعة الّتي تُطرح فيها أسئلة "ماذا بعد"؟

يريدها "الصّهاينة" سؤال "ماذا بعد حماس"؟ و"ماذا بعد غزّة"؟ و"ماذا بعد الضّفة"؟ و"ماذا بعد فلسطين"؟ بل "ماذا بعد الأردن"؟! كما قال الكاتب الصّهيونيّ "أيال زيسر"!.

هذه السّاعة الخامسة والعشرون الّتي تريدها "الصّهيونيّة"، وتبشّر بها وهي لا تزال غارقة في مستنقع السّاعة "الرّابعة والعشرين" من عدوانها على غزّة، ساعة عالقة "العقارب" إلاّ من عقارب العدوان والإجرام والإبادة، ولكنّ "مقاومة المقاومة" ومبادرتها ومبادأتها، وليس مجرّد صمودها، يجعلها ساعة استنزاف لـ"إسرائيل"، ساعة تجعل سؤال "السّاعة الخامسة والعشرين" فلسطينيين وأردنيّاً وعربيّاً" هو "ماذا بعد إسرائيل"؟.

"ماذا بعد إسرائيل"؟ هذا السّؤال الّذي طرحه الأردن باللّغتين العربيّة والعبريّة، وأبرزته الصّحافة الأردنيّة سؤالاً لاحقاً لمقالة الملك عبد الله، ممّا أكسب السّؤال دلالات التّعبير عن موقف رسميّ من أعلى المستويات.

أسئلة "ماذا بعد"؟ حين يطرحها كتّاب وأدباء ومحلّلون، يمكن أن تكون "لدغة صوتيّة"، أو تكثيفاً رمزيّاً يراد منه صيد القارئ ليقرأ المقالة، أو يستمع إلى التّحليل، وبسط الانتظارات والتّوقّعات والآمال، ولكن حين يُطرح من القادة السّياسيّين، أو يُطرح بأمر منهم، أو إقرار، فإنّه سؤال "عمليّ بامتياز"، سؤال لا يُطرح على الطّرف الآخر، وحسب، بل سؤال نطرحه على أنفسنا قبل ذلك.

سؤال السّاعة الخامسة والعشرين أردنيّاً هو "ماذا بعد إسرائيل"؟ هذا ما ينبغي أن يكون، سؤال السّاعة الأولى من "اليوم الجديد" بعد "إسرائيل" هو سؤال خريطة "لا إسرائيل فيها"، وهو سؤال أسّست السّياسة العربيّة عدم إمكانه، بل عدم مشروعيّته، ولم يكن بالإمكان أن يُطرح ولو ترميزاً و"تشغيباً" ومشاكسة سياسيّة إلاّ بفعل "المقاومة" في غزّة.

وفق حسابات الأرقام وحدها، وما يمكن قياسه وجمعه بآلة حاسبة، وما استقرّ في وجدان "الانهزاميّة والضّعف" العربيّ يبدو سؤال "ماذا بعد إسرائيل" أقرب لـ"العجائبيّة والغرائبيّة" الّتي تثير عند كثير ابتسامات السّخرية! ولكن باقتباس معكوس من الأدب أقول هي "غرائبيّة واقعيّة".

نعم، إنّ سؤال "ماذا بعد إسرائيل"؟ بل "ماذا بعد أمريكا" أسئلة واقعيّة، وإن بدت "غرائبيّة عجائبيّة"؛ لأنّ حسابات الحروب، وبيدر المقاومة لم يكن يوماً ما في التّاريخ الإنسانيّ حاصل جمع أرقام وطرحها وحسب.

في "المقاومة"، وفي "الحروب" عوامل لا يُمكن تقزيمها وحبسها في "أرقام"، هي مفاهيم "قيمة"، وليس حسابات "أثمان" و"أسعار".

رهان الأردن قيادة وشعباً أن يجعل سؤال "ماذا بعد إسرائيل"؟ واقعاً واقعيّاً، يُعمل لأجله، ولا يُكتفى بطرحه في سياق مبارزة "كلاميّة"، أو منازلة "خطابيّة"، أو مناكفة "صحفيّة".

إنّه سؤال جادٌّ جدّاً، لا ينبغي أن تتسلّل إليه أدنى درجات "الهزل واللّعب"، فيُطرح جملة واحدة كلّه، إلاّ أنّه في الوقت نفسه يمكن أن يقع ضحيّة مخاتلة اللّغة، ومراوغتها؛ فتتحوّل في سوق التّداول السّياسيّ، وسعر الصّرف السّياسيّ من "ماذا بعد إسرائيل"؟ إلى "ماذا بعد "نتنياهو"؟ فيمسي "انتصار المقاومة" انتصاراً على "نتنياهو"، وليس انتصاراً على "إسرائيل"!..

هذا تحوّل في دلالة "ماذا بعد إسرائيل" يفقد هذا السّؤال كلّ حمولته "الإستراتيجيّة"؛ لينتهي "تكتيكاً" مرحليّاً يغري كثيراً من الأطراف بالهروب من كلفة سؤال "ماذا بعد إسرائيل" الثّقيلة.

وفي الوقت نفسه يُمكن لهذا التّحوّل الاختزاليّ التّكتيكيّ" أن يترافق بتحوّل سؤال "ماذا بعد حماس"؟ إلى سؤال ماذا بعد حماس المقاومة؟ أي بتحويل "حماس" من قوّة مقاومة عسكريّة، إلى قوّة مفاوضة واتّفاقات سياسيّة، وهذا ما يُمكن لبعض "الوسطاء" المقرّبين من "حماس" أن يعملوا عليه، ويروّجوا له.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :