على متن طائرة عسكرية أردنية حط سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظه الله، في مطار العريش الدولي بغية الإشراف بنفسه على تجهيز المستشفى الميداني الأردني الخاص / 2 للأهل في قطاع غزة المنكوب، في رسالة واضحة إلى العالم أجمع بأن "العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الأردني والفلسطيني متجذرة، وأن الهاشميون هم حماة الديار المحافظون عليها بشجاعة وبسالة عز نظيرها، وأن الأردن – الذي أعلن أول عملية إنزال للمساعدات الإنسانية – سيبقى على الدوام إلى جانب الحق الفلسطيني".
توجه سمو الأمير الحسين إلى العريش، جندياً من جنود الوطن وحماته، إشرافه بنفسه على كل التفاصيل، تكريس للإنسانية بأسمى معانيها، وترسيخ لمبادئ الشرف والمروءة العسكرية، متابعاً سموه لكل التفاصيل ومسانداً للأهل في غزة، وهو الذي قال يوماً إن "القدس هي قضية شخصية للهاشميين"، في تكريس واضح للعلاقة التوأمية بين الأردن وفلسطين، في الأقوال والأفعال.
وصول سموه إلى مطار العريش الدولي، إنما يجسد الإيمان بالعبارة الشهيرة "الإنسان هو أغلى ما نملك".. العبارة التي قالها وكرسها واقعاً وفعلاً الحسين الجد الباني – طيب الله ثراه - في رسالة إنسانية عز نظيرها، تقول إن "الجيش العربي المصطفوي كان دوماً إلى جانب فلسطين وقدم الكثير من التضحيات وسيقدم المزيد حتى يتحقق للإنسان الفلسطيني ما يصبو إليه على أرض وطنه".. في ظل ما يعانيه اليوم أبناء القطاع من انهيار كامل في المنظومة الصحية، لا سيما وأن أكثر من 13500 شخص لقوا حتفهم، نصفهم من الأطفال في مشهد يعجز العقل عن تقبله.
"الحسين سر أبيه"؛ فمنذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، سلطاته الدستورية وقف جلالته إلى جانب الحق الفلسطيني، ولطالما أكد جلالته على ضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم على أرضهم وإلا سيكون مصير المنطقة ما نشاهده اليوم من مشاهد عنف وقتل ودمار لا يمكن أن يتقبلها الضمير ولا العقل، وسط انهيار كامل في تطبيق القواعد القانونية الدولية وقواعد القانون الدولي الإنساني، وقواعد القانون الدولي الجنائي.
"الأمل كبير في الحسين"؛ فهو مستقبل وطننا المشرق القوي القادر بإذن الله على الوقوف إلى جانب الحق وتكريس الحق الفلسطيني واقعاً، إلى جانب جلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله ورعاه، ليكون الأردن دوماً كما كان بجانب الحق الفلسطيني وداعماً له.