الهاشميون .. نجدة للملهوفين والمظلومين
الدكتور محمد العايدي
21-11-2023 07:57 AM
"كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
بهذه الكلمات العظيمة تثبّت أم المؤمنين خديجة قلب رسول الله صلَ الله عليه وسلم لما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء، حيث قال لها معبرًا عن خشيته: "لقد خشيتُ على نفسي".
هذه هي سيرة النبي العربي الهاشمي، وهكذا هم الهاشميون طيلة سيرتهم في التاريخ فهم دائما نجدة للملهوفين والمظلومين، وما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خلال هذه الحرب الصهيونية الهمجية الظالمة ضد إخواننا وأهلنا في غزة، كانت أول المواقف المشرفة وأول من وقف وقفة الأسد الهزبر في وجه الآلة الصهيونية الهمجية فقال: لا لتهجير الفلسطينين، وقد كان المخطط الصهيوني يعمل على التهجير لأهلنا في غزة فأفشل هذا الموقف الشجاع هذا المخطط الإجرامي وأربك الحسابات الصهيونية حيث وجد صداً قاطعاً عبر عنه جلالة الملك بأن مشروع التهجير خط أحمر، فجاء تصريح الحكومة بناء على ذلك أن هذا يعني إعلان الحرب والمواجهة العسكرية، ولم يتردد الملك بهذا الموقف الشجاع الذي أعطى دعماً منقطع النظير للقضية الفلسطينية في نصرتها وتثبيت حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعندما تطور العدوان الصهيوني على غزة وأمعن في جرائمه ضد الأطفال والنساء ضارباً بالقوانين الدولية عرض الحائط تطور الموقف الأردني بسحب السفير الأردني من الكيان الصهيوني، ومنع عودة السفير الصهيوني للمملكة، وكان هذا الموقف بمثابة رسالة واضحة بأن العلاقات الأردنية الإسرائيلية على المحك، بل على مفترق طرق، بحيث قد يؤدي الاستمرار بالعدوان على غزة والضفة الغربية إلى إعادة تقييم هذه العلاقة من أصلها، وأن كل الاحتمالات واردة في هذه العلاقة إلى أبعد ما يتصوره العدو الصهيوني.
وبالفعل جاء الرد القوي من المملكة بعد أيام، وعلى لسان وزير خارجيتها بالغاء اتفاقية الطاقة مقابل الماء مما أوجد ارتياحاً كبيراً في الشارع الأردني، وجعل العدو الصهيوني يحمل التهديد الأردني على محمل الجدّ، وهذا بالنسبة لإسرائيل خسارة سياسية كبيرة تهدد مصالحها في المنطقة كلها، ولا تقل عن هزيمته أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته .
ثم أمر جلالة الملك أن يوجه للعدو الصهيوني صفعة كبيرة ومؤلمة عندما أمر القوات المسلحة الأردنية الباسلة من نشامى الجيش العربي بإنزال المساعدات للمستشفى الاردني في غزة وكسر الحصار الذي عجز العالم كله عن كسره، فكان الأردن أول دولة تكسر الحصار الظالم على أهلنا في غزة .
واليوم يصحو العالم على إنجاز كبير للقيادة الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية أذهلت العالم، عندما أمر جلالته بتجهيز مستشفى أردني ثانٍ ليقدم المساعدات العاجلة للجرحى والمكلومين، ويكون على رأسه ولي العهد سمو الأمير الحسين ببزته العسكرية، ليوصل رسالة للعدو الصهيوني أن الأردن جاهز لكل السيناريوهات .
أمام هذه المواقف الهاشمية الأردنية والإنجازات الميدانية، وفي ظل عجز دولي وعالمي، يتقدم الملك بكل شجاعة ليثبت أن الأردن بقيادته الهاشمية دولة قوية، ولها وزنها السياسي والعسكري والميداني، ولم يكتفِ بالتنديد والشجب، وهذه هي أخلاق الهاشميين وشجاعتهم على الدوام، ولذلك أقول لجلالته "والله لا يخزيك الله أبداً ".