رسالة الهنداوي الى نتانياهو ومؤتمر كامبل 1905
السفير الدكتور موفق العجلوني
21-11-2023 12:20 AM
اطل علينا معالي العين الدكتور احمد ذوقان الهنداوي بمقال / رسالة منشورة هذا اليوم في عمون الغراء بعنوان" الهنداوي يكتب : شكرا بنيامين نتنياهو ، و موجهة الى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يجب ان تتصدر هذه الرسالة كافة وسائل الاعلام العربية والأجنبية و بكل اللغات في العالم اختتمها بـالقول :
" السيد نتانياهو.. أنتم وزمرتكم الفاشية السادية المتطرفة المتعصبة في حكومتكم لم تعودوا ألد الأعداء للشعب الفلسطيني والأردن قيادة وشعبا فحسباً، أو مصر والشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم المحبة للسلام أجمع فقط... ولم تعودوا أكبر مصادر الإحراج لحلفائكم في العالم على رأسها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل أنتم اشد وألد الأعداء لأنفسكم وشعبكم... أنتم وحلفائكم والعديد من أفراد شعبكم من العقلاء وحتى دولتكم العميقة تعلم ذلك."
يقول الدكتور الهنداوي: كان هدفي من الرسالة الموجة لنتنياهو ان " اشكر “نتانياهو و زبانيته المجرمة على ما يقومون به، جهلا وحماقة، بعلم أو دون علم، في إعادة تصويب مسار القضية الفلسطينية نحو المسار الصحيح، بعد أن نجحوا في حرفه عن ذلك المسار طوال ثلاثة عقود ماضية .
ويضف الدكتور الهنداوي: تمكنتم بحماقتكم وتعصبكم الأعمى ودمويتكم، أنتم وزمرتكم الفاشية المتعصبة في حكومتكم وبحمقكم أن تعيدوه الآن إلى مساره الصحيح. عالميا، شعبيا ورسميا، فقد تمكنتم من إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي، وعلى مر شهرين من الزمن ... الخبر الأول في كافة وسائل الإعلام العالمية وبشكل يومي وعلى مدار الساعة... أكثر من ٥٢٠٠ من المسيرات المليونية في كافة عواصم العالم خلال شهر ونصف... الأكبر والأكثر عددا في تاريخ تلك المدن ... أكثر من ٩٠٠ مسيرة في واشنطن ونيويورك والمدن الأمريكية، أكثر من ٤٥٠ مسيرة في لندن والمدن البريطانية و٢٤٠ في المدن الفرنسية والألمانية - رغم حظرها هناك - و ٢٤٠٠ في الدول العربية والإسلامية ... الاف من البرامج التحليلية للأحداث... قادة سياسيون وعسكريون واقتصاديون وإعلاميون ومفكرون ومنظمات دولية وإنسانية... الكل يدلي بدلوه في فظاعة وهمجية المجازر التي ترتكبونها وعلى مدار الساعة... الكل يتحدث عن الحق الفلسطيني بدولته المستقلة على ثراه الوطني... الكل يشبه المذابح التي ترتكبونها بحق شعب أعزل بتلك المحارق التي تعرض آباؤكم وأجدادكم لها خلال الحرب العالمية الثانية... ولا بد أن في تلك المقاربة والمقارنة لوقع خاص وكبير في نفوسكم... سقوط أخلاقي وسياسي وشعبي عالمي كبير.. هذا كله بعد أن كنتم قد نجحتم نسبيا في وأد وطمس "القضية" من الصدارة وحتى الاهتمام العالمي على مر أكثر من عقدين من الزمن... نجحتم فيما فشلنا نحن جميعا، كعرب ومسلمين، من أن نفعله طوال عقود.
وجدت من الصعوبة بمكان تلخيص هذه الرسالة المكونة من ٣٢٠٠ كلمة لان كل كلمة هي رسالة بحد ذاتها ، و بالتالي من هنا و من على منبر وكالة عمون الغراء اناشد قراء عمون الكرام و صحافتنا الموقرة و معالي وزير الخارجية و شؤون والمغتربين و سفراؤنا في الخارج ان يتم نشر هذه الرسالة في كافة وسائل الاعلام المقروءة والمكتوبة والمسموعة ، وان تترجم الى كل اللغات وخاصة اللغات الرسمية في الأمم المتحدة ليعرف العالم حقيقة نتنياهو و زبانيته المجرمة و حقيقة تاريخ إسرائيل المصطنع من قبل قوى الشر الاستعمارية ليس من تاريخ ٧ أكتوبر او عام ١٩٤٨ او ١٩٦٧، و لكن منذ مؤتمر كامبل نورمان و الذي انعقد في لندن عام ١٩٠٥ واستمرت جلساته حتى ١٩٠٧، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقُدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت، وضم الدول الاستعمارية وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، وإيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها «وثيقة كامبل» نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة (والإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة العربية الإسلامية وعدم استقرار المنطقة.
وبالتالي تم تشكيل جبهة استعمارية لمواجهة التوسع الاستعماري الألماني، ولتحقيق بعض الأهداف التوسعية في آسيا وأفريقيا. ولتحقيق هذه الغاية تم تأسيس لجنة عليا، واجتمعت هذه اللجنة في لندن عام ١٩٠٧، وكانت تضم ممثلين عن الدول الاستعمارية الأوروبية وهي: انكلترا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، بلجيكا وهولندا، إلى جانب كبار علماء التاريخ والاجتماع والاقتصاد والزراعة والجغرافيا والبترول. واستعرض المؤتمر الأخطار التي يمكن ان تنطلق من تلك المستعمرات، فاستبعد قيام مثل تلك الأخطار في كل من الهند والشرق الأقصى وأفريقيا والمحيط الأطلسي والمحيط الهادي، نظراً لانشغالها بالمشاكل الدينية والعنصرية والطائفية، وبالتالي بُعدها عن العالم المتمدّن.
أما مصدر الخطر الحقيقي على الدول الاستعمارية حسب ما خلص اليه المؤتمر، يكمن في المناطق العربية من الدولة العثمانية، لا سيما بعد ان أظهرت شعوبها يقظة سياسية ووعياً قومياً ضد التدخل الأجنبي والهجرة اليهودية. بنفس الوقت فان خطورة الشعب العربي تأتي من عوامل عدّة يملكها: وحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان. ولم ينسى المؤتمر أيضاً، عوامل التقدم العلمي والفني والثقافي. ورأى المؤتمر ضرورة العمل على استمرار وضع المنطقة العربية في حالة تخلف، والعمل على ايجاد التفكك والتجزئة والانقسام وإنشاء دويلات مصطنعة تابعة للدول الأوروبية وخاضعة لسيطرتها. ولذا أكدوا فصل الجزء الأفريقي من المنطقة العربية عن جزئها الآسيوي، وضرورة إقامة (الدولة العازلة) Buffer State، عدوّة لشعب المنطقة وصديقة للدول الأوروبية، وهكذا قامت إسرائيل.
ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهي دولة إسرائيل واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة، كما دعا إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف و التخلف .
نعم هكذا اجتمع لصوص العالم عام ١٩٠٥ ليجدوا زعيم اللصوص لا ليسرقوا خيرات عالمنا العربي فحسب ولكن ليسرقوا فلسطين ويزرعوا هذا الكيان الصهيوني المجرم ليقوم على خدمة اللصوص الكبار الذين اجتمعوا في ذلك العام وان يتعهد هذا اللص الصهيوني بخدمة عصابة اللصوص السابقين واللاحقين ... !!! الذين تعهدوا بتقديم كل الدعم المالي والعسكري لا بل المشاركة في العدوان الهمجي على قطاع غزة و ترك إسرائيل تعيث قتل و ارهاباً و اختطافاً للفلسطينيين في فلسطين المحتلة .
شكراً لمعالي الدكتور أحمد ذوقان الهنداوي على رسالة " الشكر " لنتانياهو التي شرح فيها للعالم تاريخ لصوص العالم الدموي، وكيف خططوا لزرع هذا المحتل منذ عام ١٩٠٥ والذي أصبح زعيم اللصوص في فلسطين والأراضي العربية، وأصبح يشرع في القتل والتدمير وانتهاك كل المحرمات الدولية والإنسانية حتى أطفال الخداج لم يسلموا من السلاح المحرم دولياً، والى درجة التهديد باستعمال القنابل النووية على قطاع غزة بأكمله وقتل الفلسطينيين عن بكرة ابيهم، وإقامة الدولة اليهودية " الابارتايدية " على الأرض الفلسطينية.
حفظ الله فلسطين الحبيبة وشعبها شعب الجبارين في غزة هاشم والضفة الغربية والقدس زهرة ودرة المدائن من شرورهم ( و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ) وحفظ الله الأردن عزيزا قويا منيعا بقيادته الشجاعة الصلبة وشعبه الوفي المخلص.