لا يمكن وصف دولة الاحتلال من قبل أي مراقب منصف عاقل إلا أنها دولة مارقة أي خارجة على القانون الدولي والقانون الإنساني والقانون البشري . انها دولة اللمم ودولة القتل ودولة التمييز العنصري . دولة التناقضات والعجائب . دولة لا تملك من مقومات الدولة إلا السلاح والتواطؤ الخارجي والذي لا يمكن تصنيفه على أنه نابع عن حب المتواطئين لأن كلمة حب لا توجد في العلاقات الدولية بل هو دعم لتحقيق أهداف عدة :
١. للتخلص من هؤلاء الذين لفظتهم الشعوب الغربية واستنكرت أخلاقهم حتى في الاقتصاد " انظر كتاب هنري فورد / اليهودي العالمي" وانظر كتاب " تاجر البندقية " وكتاب
" ك ف ا ح ي" .
٢. لوضع هؤلاء المكروهين في حلق الحضارة الإسلامية لتحقيق صراع بين عقيدتين :
عقيدة شعب الله المختار و عقيدة " كنتم خير أمة " . وبهذا يجلس الغرب يراقب هذا الصراع ولا يسمح بعودة أمة الخيرية إلى عزها حيث يبقى الدُمَّلُ مغروسا" في الجسد الإسلامي.
٣. ولتبقى هذه الأمة في حالة من القهر والصراع والخوف والإنفاق لهدر طاقتها البشرية والمادية في هذا الاتجاه .وإيجاد التناقض الداخلي بين الدول وشعوبها في صراع لا يتوقف بنزيف داخلي مستمر .
إن الدولة المارقة لم تحقق الطمأنينة لمن تحكمهم ولن تحقق لهم ذلك أبدا" لأن "اللبن والعسل" الذي يحلمون به لا يمكن أن يكون على حساب الآخرين الموجودين والذين لم يغادروا ولن يغادروا ولو حصل فهو مؤقت وبنية الرجوع مهما طال الزمن . وان الدولة المارقة لا تقوى على لعبة عض الأصابع لأن العقيدة المقابلة لهم عقيدة صافية تقوم على الإيمان بالشهادة وتوريث مقاومة المحتل من جيل إلى جيل ، فقد ذهب عزالدين وجاء ياسين ، وذهب ياسين وجاء محمد ضيف ، ولو ذهب الضيف فسيأتي ضيوف والنسل مستمر ، والحليب هو حليب المقاومة ، والتوريث جار ولن تسقط الراية لأن الدولة المارقة لا تقوى على إسقاطها.
دولة لا تلتزم بالحق ولا العدل ولا المنطق ولا السلام ولا التاريخ ولا قرارات الأمم المتحدة وتصل إلى مرحلة قتل الأطفال والنساء والشيوخ والتفكير بإعدام الأسرى !! فهل لها بعد ذلك أن يقال عنها دولة كبقية دول العالم ؟! دولة تجعل شعبها كله مسلحا" خائفا" مرعوبا" يخاف إذا مشى على الأرض وإذا ركب السيارة وإذا دخل السوق وإذا صرخ واحد بجانبه!! إلى متى يصمد هؤلاء في هذه الحالة ؟
كان الطالب المشاغب في المدارس يوقفه المعلم على رِجْلٍ واحدة فيصمد دقيقة أو ثوان ثم يسقط . هذا هو حال الدولة المارقة دقائق في عمر الشعوب ولو كانت عقودا" من السنين لكن المهم أن السقوط آت لا محالة.