41 شاحنة أردنية إلى غزة ومجموعة من الأطباء الجراحين، والمتخصصين، والمسعفين لمستشفى ميداني يتابع شأنه جلالة الملك شخصياً، في سياق جهد إغاثي مخلص متصل، لتخفيف حجم المعاناة على أهلنا الذين يرتقون شهداء في القصف الغسرائيلي المجنون، أو يرتقون بسبب قلة الدواء وغياب العمليات والأطباء، ويشرح الصدور الأطباء من المتقاعدين في الخدمات الطبية الملكية الذين عبروا عن استعدادهم الذهاب إلى غزة أو الضفة الغربية للمساهمة في إنقاذ الجرحى.
توافق في المواقف، تناغم في الأداء بين السياسي والإنساني، تعاضد ومؤازرة، وصلابة في الاستعداد للتصدي ضد أي اختراق أو محاولة لمس الحدود والأمن في البلاد. يدير الأردن بكفاءة ووفاء المرحلة، وأمل أهل فلسطين معقود على الملك الهمام، وعلى أشقائهم شرقي النهر الذين ظلوا إلى جانبهم عوناً وسنداً وفداءاً منذ النكبة الأولى.
لا شعب فوق هذه البسيطة يعرف بحق، معنى عذابات الفلسطيني، وكيف يشعر الفلسطيني في أعماقه، ولا شعب يعرف مذاق الألم الفلسطيني، إلا الأردن وشعبه، والأردن كله مدعاة للفخر بمواقفه الوطنية الشريفة، وما بذل من دم أبنائه فداء لفلسطين، وما الجهد العظيم المتواصل الذي يضطلع به الأردن، ملكاً وحكومة وشعباً، إلا حلقة في سلسلة طويلة من النضال والتضحية في سبيل فلسطين وشعبها.
هذا التجلي في العلاقة الأردنية الفلسطينية مبهر، ومفرح، ويشرح الصدور، يبعث على الأمل، يكفكف الدموع، ويعالج الجروح، ويبقي الهامات مرفوعة لشعب أبى أن ينحني، لا في شرقي النهر، ولا في غربيه. بوركت الأيادي والسواعد، وبوركت المساعي، وبورك الملك، والملكة، وولي العهد، والحكومة وعلى رأسها الدكتور بشر الخصاونة، وبورك جهد الدبلوماسية الأردنية بتوجيهات الملك، ويقوده بكفاءة عالية وزير الخارجية، وبورك الإعلام الأردني، وبوركت الصحف والكتاب الذي يناضلون بأقلامهم الشريفة في هذه الحرب المجنونة.
بوركت الوحدة الوطنية، وقواتنا المسلحة، وأجهزتنا الأمنية، وحراس الثغور، وستزول الغمة، ويأتي النصر المظفر الذي سيُخرج الدولة الفلسطينية كالعنقاء من الرماد، ومن تحت الدمار في غزة، وسيعود الحق لأصحابه، طالما أن أهل شرقي النهر، يلتقون على قلب واحد عند ضفتي النهر، مع أشقاء أرواحهم في غربيّه.