حين أذكر شفيق رشيدات لا يخطر ببالي أبدًا أنه شخصية "اربدية" أو حتى أردنية، فهو أوسع من ذلك بكثير! شفيق رشيدات كان يقود مظاهرات اربد ضد الصهيونية، ووعد بلفور.
وكان يعرف الوطن وشخصياته مثل عرار الذي لم تنجب الأردن شخصية بعمقه.
وعلى مستوى الوطن رأيته على الحدود السورية الأردنية، يحتفل مع وزير التربية المصري كمال الدين حسين، ووزير التربية السوري- لا أذكر اسمه- يصنع أول وحدة تربوية عربية سنة /١٩٥٧/١٩٥٦، وسط هتافات الجماهير الأردنية والسورية! رأيته حزبيًا وطنيًا اشتراكيًا مع قادة أمثال سليمان النابلسي وعبد الحليم النمر، وحكمت المصري، وجريس هلسا، وسعيد العزة، وهزاع المجالي وأنور الخطيب، في تجسيد واضح للوحدة الوطنية، ومهما قيل عن ذلك الحزب والحكومة البرلمانية الائتلافية، فإنها كانت التجربة الديموقراطية التي برأيي لم تتكرر وربما لن تتكرر بأحزاب غير ذات مبادئ!
شفيق رشيدات كان بذاته سفارة أردنية في القاهرة، بل ولم تقم سفارة بمثل تلك السفارة، كان في القاهرة موئل الطلبة الأول إضافة
لسفارة عبدالله التل وعبدالله الريماوي، كان الزعيم عبد الناصر يتعامل مع شفيق رشيدات كزعيم عربي كبير! آمن بالعروبة، وكان نقيبًا للمحامين العرب، وربما-لست أدري- كان ممن ساهموا في بدء رسالة كل المحامين العرب: تحية العروبة وبعد،
إذن كان-أبو صالح- زعيمًا عربيًا لم يؤمن بأولًا إلّا للعروبة، فالعروبة هي أولًا، وليست مصر أو العراق أو سورية، وغيرها.
تمر ذكراه هذه الأيام، في غمرة أحداث فلسطين التي كرّس نفسه لها، فلم يكن إلّا عربيًا بالدرجة الأولى. ومن حق شفيق رشيدات على العروبة أن يحتفى به! فكيف بحقه على الأردن؟
ترى؛ متى نرى شفيق رشيدات وغيره في مناهجنا؟ متى نقدمه لطلبتنا وشبابنا!!
اعذرنا أبا صالح فنحن نعيش عصر الجيل الخامس من الجحود والنفاق!
ما أحوجنا إلى ألف شفيق رشيدات! وما أحوج فلسطين أيضًا لكل مناضل عربي!