قبيلة بني حميدة في رغدان العامر
د. عبدالهادي أبو قاعود
19-11-2023 02:54 PM
اعتاد الاردنيون أن تكون بوصلتهم صوب رغدان مقر الحكم الأول منذ عشرينيات القرن الماضي، رغدان المقرّ والقصر ومصنع حكمه وسياسته، المشرعة أبوابه ودوائره أمام الأردنيين والعرب كشاهد على الحكم الرشيد للهاشميين منذ تأسيس الدولة الأردنية المساند لقضايا أمته العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين بوصلة سياسته منذ ولادتها، فسعى إلى نصرتها مُخضّبا أرضها بالدم الأردني الطاهر وحاملاً حقوق شعبها ومطالبهم إلى مراكز الثقل العالمي فغدت العنوان البارز في السياسة الخارجية الأردنية، ساعيا بكل ما أوتي من وسيلة لتخفيف معاناة الأهل والاشقاء.
منذ انطلاق العدوان الصهيوني الغاشم على غزة هاشم وارتكابه أبشع المجازر بحق المدنيين وفي ظل انحياز الغرب ودعمه وصمته عن كل الممارسات غير المسبوقة، وامداده بالاسلحة والأموال ما زاد في بطشه وغطرسته، يخوض الأردن اشتباكاً سياسياً وتحركاً دولياً لافتاً لحشد التأييد ووقف العدوان ورفع الظلم الواقع بحق غزة وأهلها ما أثر في الموقف الدولي الذي بدأ يغير من لغة وطريقة مساندته للصهاينة ما قد ينعكس على مجرى الأحداث في غزة، الخطاب الأردني والتصريحات الحكومية والتحذير من إعادة أحداث النكبة والنزوح في ظل المحددات التي تحكم الدور الأردني وطبيعة علاقاته وموقف القوى الكبرى والموازنة بين ظروفه الداخلية بمفاصلها المختلفة هي السمة التي تميز بها التعامل الأردني مع أحداث العدوان على غزّة.
القبائل الأردنية بصفتها أحد الركائز التي تستند إليها الدولة الأردنية وصاحبة دور فاعل في مسيرة البناء والتطوير والصمود في وجه التحديات التي تعصف بالوطن منذ تأسيسه، وقبيلة بني حميدة بوصفها واحدة من هذه الركائز وإنطلاقا من إدراكها العميق للموقف العظيم الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه جرائم الإحتلال في غزّة، وحديث جلالة الملكة رانيا لمحطة الCNN ومتابعة سمو ولي العهد الأمير الحسين لعمليات الإنزال الجوي التي قام بها نسور سلاح الجو الملكي والكوادر الطبية المواظبة على تضميد جراح الأشقاء من خلال مستشفى غزّة الميداني ومستشفى جنين ونابلس، وتصريحات الحكومة وتلويحها بالتصعيد واستخدام أوراق مختلفة وصلت حدّ التلويح بوقف العمل باتفاقية السلام و المساهمة الفاعلة للإعلام الرسمي والأهلي في تعرية الكيان الصهيوني وكشف الاعيبه والمساحة الواسعة التي منحها الأردن لمواطنيه للتعبير عن موقفهم المساند لحق المقاومة في الدفاع ودرء العدوان، التقت ثُلّة من أبناءها بمعالي رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي ومعالي مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان باشا البلوي وبمبادرة من عطوفة الفريق حسين باشا الحواتمة مثمنين ما يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة والقوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية للحدّ من عمليات الابادة الوحشية، حديث أبناء قبيلة بني حميدة جاء تأكيدا ودعما للنهج الأردني ممثلاً بجلالة الملك عبدالله وصوته الحكيم الإنساني المستند إلى شرعيته التاريخية والدينية والقومية، وتعزيز التكاتف ورصّ الصفوف لتبقى جبهتنا الداخلية منيعة قوية على كل المشككين والمتخاذلين، حيث قدّم أبناء القبيلة من خلال الخبرات التي يمتلكها ابناؤها على الصعيد العسكري والاكاديمي والاستراتيجي قراءة دقيقة لحكمة التعامل الملكي مع الأحداث في غزّة والحضور الأردني المؤازر لكل مسعى يزيل ويلات الإحتلال وتنكيله بالشعب الفلسطيني، داعين الله أن يحفظ مليكنا المفدى أبا الحسين وولي العهد الأمير الحسين وقواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية من كل مكروه.