facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السردية الأردنية في مواجهة سردية المحتل


محمد العامري
19-11-2023 08:00 AM

شكلت السردية الأردنية فيما يخص صراع غزة مثالا حقيقيا للدبلوماسية الوازنة والمحترفة، حيث جاءت متمرحلة حسب الظروف الميدانية وما يرتكبه الكيان الصهيوني من عنجهية تتمثل في القتل والابادة الجماعية، حيث استطاعة السردية الأردنية أن تؤسس لخطاب عربي قوي يتكئ على القوانين الدولية والمواثيق والمعاهدات الذي تم التوقيع عليها من قبل الكيان الصهيوني.

فقد اختارت الأردن الوقوف إلى جانب الحناجر الشعبية ومطالبها قدر المستطاع، فكان موقفها من التهجير واضحا منذ البدايات، بل وعبّر عنها الملك عبدالله الثاني بعبارات واضحة وقوية بالمساواة بين اعلان الحرب والتهجير فهي الخط الأحمر الذي يخدم الأردن والقضية الفلسطينية على حد سواء.

ونرى إلى الرحلات المكوكية التي قام بها الملك عبدالله الثاني على معظم دول أوروبا والعالم لتوضيح الخطر والفوضى المحتملة في المنطقة جرّاء تجاوزات الكيان الصهيوني.

ربما تصبح المعادلة الحاضرة الآن بعد أكثر من شهر على صراع غزة أكثر تعقيدا وتشابكا، واستطاع الأردن رغم كل المركبات المعقدة أن يقدم موقفا ثابتا وواضحا، الموقف الذي ظل يواكب طبيعة التداعيات الدراماتيكية لطوفان الأقصى، بكونها لها التأثير المباشر على طبيعة الحراك الأردني وموقف القاعدة الشعبية المناصر لغزة ومحمولات التحرر من ربقة الاحتلال.

ونستطيع أن نتلمس موقف الحكومة الأردنية من خلال اجماع مجلس النواب فيما يختص بطبيعة الاتفاقيات التي ابرمت بين الأردن والكيان الإسرائيلي، وأعتقد أن الاجماع الذي من النادر أن ينجز في مجلس النواب الأردني هو المرآة العاكسة للموقف الرسمي والشعبي، حيث كانت تصريحات وزير الخارجية قوية وواضحة وتعكس وجة نظر الموقف الرسمي، وهذه إشارة على قوة وثبات القرار الأردني الذي يستشرف الخط القادم.

وقد ساهمت المقاومة البطولية الصلبة التي أظهرتها الفصائل الفلسطينية في غزة في إصرار الأردن على موقفها كصورة داعمة لأمنها الوطني وبما ينعكس على صمود المقاومة كذلك.

فمخرجات العمل الميداني للمقاومة لا يمكن اسقاطه من حسابات الحراك السياسي ونتائجه القادمة القريبة، والذي سيقود الأردن لمراجعات مختلفة ودقيقة تجاه الكيان وطبيعة النتائج المرتقبة، وهي فرصة ذهبية للأردن لحصد الربح السياسي المختلف في حيوته عن ما قبل السابع من أكتوبر، ولا بد من الإشارة إلى صمود الدبلوماسية الأردنية المحترفة في مواجهة وإبطال سردية الكيان الإسرائيلي عبر مجموعة من الحقائق والمبررات المستندة على القانون الدولي ومعطياته، وأصبحت السردية الأردنية الأساس الذي حفر عميقا في النقاشات الأوروبية، تحديدا الموقف الأردني المعلن والصريح فيما يخص التهجير القسري للفلسطينيين والذي اقترن بعبارة قوية وجديدة تتمثل بإعلان الحرب، فزيارات جلالة الملك المكوكية إلى أوروبا وتمسكه بخطابه الثابت والقوي الذي يتناغم مع الحراك الشعبي، قد أغضب الكيان الإسرائيلي إلى جانب تصريحات رئيس الحكومة ووزير الخارجية، وقد اعتبرت تلك المواقف متقدمة على مواقف مثيلاتها العربية، تلك المواقف ساهمت في خلخلة سردية الكيان الإسرائيلي المحتل، وكشف السياسة الغبية لليمين الإسرائيلي، إلى جانب استمرار السردية الأردنية في تعرية السردية الإسرائيلية وكشف النتائج التدميرية للحرب والتي من الممكن ان تقود المنطقة إلى فوضى غير مأمونة، فقد شهدنا تحولات الموقف الدولي الذي ساهم في تحولاته ثبات الخطاب الأردني إلى جانب بشاعة الجرائم الذي ارتكبها الكيان الإسرائيلي.

فقد حاولت سردية الكيان الإسرائيلي استثمار علاقاتها الإعلامية في تسويق الكذب والزيف والمخاتلة على أساس انها السردية الصادقة، لكن سرعان ما اكتشف العالم كذب وزيف الرواية المبنية على استراتيجية شيطنة حماس ونفي مفهوم المقاومة عن الشعب الفلسطيني وذلك بمساعدة من الرواية الامريكية كداعم أصيل وثابت للسردية المعادية، مما يسهل على الكيان الإسرائيلي في ارتكاب جرائمه التي فاقت التصور والمخيلة السياسية والعسكرية.

ففي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الإسرائيلي دك منازل وأبراج ومستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس غزة، ويقتل الآلاف من الأطفال والنساء، ظل الاعلام الغربي متحيزا لسردية الكيان الإسرائيلي، وبدأت تلك السردية المعادية بالتآكل تدريجياً عبر تفوق السردية الفلسطينية التي غزت العالم، وصار صوت المقاومة هو الأعلى، ولم يعد بإمكان الكيان المحتل وحلفائه أن يُخفوا حقيقة ما يحدث في الأرض الفلسطينية من انتهاكات فاضحة وبشعة، وهذا ما دفع الاحتلال إلى عزل غزة، وتعطيل الاتصالات والإنترنت.

أعتقد ان صلافة الكيان الإسرائيلي وأفعاله البشعة غير المسبوقة ساهمت في تعاطف العالم مع القضية الفلسطينية، بل أصبح الشارع الغربي يلهج باسم الحرية لفلسطين وشكلت تلك الجماهير عبء ثقيلا على الكيان المحتل.

في نهاية الأمر استطاعت حرب غزة كشف الغطاء عن ابعاد سردية الاحتلال، وكيفة توظيفها خلال الحرب الخامسة على غزة، كما أنها كشفن عن سقوط القيم الديمقراطية وحقوق الانسان ومفهوم الحريات بوصفها مكونات أساسية ومركزية في السياسة الخارجية لتلك الدولة ذاتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :