الملاجئ والتجنيد الإجباري
أكرم الزعبي
18-11-2023 07:52 PM
لا يختلف اثنان على أنّ أطماع الكيان الصهيوني التوسعية محل شكّ، ولم يعد سرّا أنّ الأنفاق لا تقتصر على أنفاق غزّة، بل إنّ الكيان نفسه لديه شبكة أنفاق وملاجئ تحت الأرض بما يساوي دولة تحت الدولة، وهي أنفاق محصّنة حتى ضد أي تهديد نووي.
هذه الشبكة ليست للوقاية من ضربات المقاومة، بل هي في عقيدة هذا الكيان ضرورة حالية ومستقبلية لغايات التوسع من جهة، وخوفا من أي هجمات محتملة من أماكن أخرى، وقد كشفت الأحداث الأخيرة في غزة، وما يقوم به هذا الكيان من جرائم غير مسبوقة في التاريخ البشري، ومن نظرة دونية للآخر باعتباره (حيوانا بشريا) يجوز قتله بدون أي إحساس بالذنب أو الخطيئة، الحاجة إلى التعامل بجديّة مع هذا الخطر والاستعداد لأي مواجهات مستقبلية معه.
أوّل هذه الاستعدادات هي ضرورة وجود ملاجئ عامة وخاصة، وهي ضرورة أصبحت وطنية ومصلحة عليا، وعلى الدولة أن تبدأ بالتفكير الجدّي في إنشاء الملاجئ العامة، وفرض بناء الملاجئ الخاصة مع كل ترخيص لأية بناية سكنية، وهذا يحتّم عليها المساهمة في تقليل أسعار الحديد والاسمنت حتى يتمكّن كل مواطن من بناء ملجأه الخاص ضمن المواصفات اللازمة لكل ملجأ، فنحن نعيش في محيط ملتهب، وليس علينا الاطمئنان بأننا في مأمن من أية أخطار قريبة أو بعيدة زمنيا، فما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب.
ثاني هذه الاستعدادات هي التدريبات العسكرية للمواطنين القادرين على حمل السلاح، من خلال إعادة التجنيد الإجباري للشباب ولو لمدة ستة أشهر، لغايات تعليمهم استخدام السلاح والانضباط العسكري، وتنمية روح المواطنة والانتماء، كي يكونوا الرديف للقوات المسلحة حال تعرّض الوطن لأي أخطار أو تهديدات، بالإضافة إلى ضرورة عودة الجيش الشعبي وتدريب كبار السن ممن تجاوزا الأربعين من العمر على استخدام الأسلحة الخفيفة، مع وجود دورات الإنعاش سنويا أو كل سنتين على الأقل.
إنّنا اليوم في حاجة للاستعداد لكل السيناريوهات التي تحاول القوى الدولية فرضها على المنطقة، وخاصة الأردن التي تقع في قلب العاصفة، وإنّ التحام الموقفين الرسمي والشعبي يؤكدان على أنّ المسافة بينهما واحدة وأنّ الوقت قد حان لتثبيت هذه المسافة من خلال التعبئة العامّة، وإنّ أية محاولات لخلق فوضى داخلية من ضعيفي النفوس سيقف الشعب قبل الجيش في وجهها ووأدها قبل أن تولد.
* رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين