بعد مرور أكثر من شهر على الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، يتصاعد العنف الإسرائيلي يومًا بعد يوم. بدون شك، تجاوزت الحكومة الإسرائيلية كل الخطوط الحمراء، وتسعى فقط للتظاهر بالقوة أمام شعبها من خلال الاستعراضات الزائفة وأعداد الشهداء والجرحى.
وفقًا للقانون الإنساني الدولي، فإن استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة غير المشروعة والهجمات على الممتلكات المدنية مثل المستشفيات والمدارس وقتل المدنيين وتهجيرهم هي جرائم حرب. وبالتالي، يظهر جيش الدفاع الإسرائيلي ارتكاب كل هذه الجرائم بطرق وحشية ودموية، ويجب على المحكمة الجنائية الدولية محاسبة كل الأطراف التي أوصلتنا لهذه الكارثة الإنسانية. ويؤسفني عندما يأتي المجتمع الغربي الذي يدعي دائما انه الحامي لحقوق الانسان والحريات، أن ببرر الوحشية الاسرائيلة باسم الدفاع عن النفس! و كأن الدفاع عن النفس يقوم بقتل المدنيين و تهجريهم.
عندما استدعت وزارة الخارجية الأردنية سفيرها لدى إسرائيل وطلبت من السفير الإسرائيلي في الأردن روغل رحمان مغادرة البلاد وعدم العودة، وأدانت الأفعال الإسرائيلية بأشد العبارات، تفاجأنا بقصف محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة، مما أدى إلى إصابة ٧ أشخاص من كادر المستشفى خلال محاولتهم إسعاف المواطنين الفلسطينيين. أرى في هذا رسالة سياسية تعبر عن انزعاج الإسرائيليين من الموقف الأردني.
باعتقادي، يجب على الأحزاب السياسية أن تدرك جيدًا خطورة الوضع الراهن وأن تعمل بكل جدية على وضع السياسات اللازمة للتعامل مع هذا الكيان الغاصب، من خلال التمثيل البرلماني والمشاركة في الهيئات والمحافل الدولية، وكذلك التصدي لانتشار أكاذيبهم وادعائاتهم الزائفة أمام العالم.
إجابةً على سؤالي الذي طرحته، علينا كشعوب عربية وكأحرار العالم اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن نتحد ونتصدى لهذه المأساة الإنسانية. وذلك من خلال الوقوف في تظاهرات سلمية ومقاطعة البضائع التي تدعم الاحتلال، ونشر الوعي حول القضية الفلسطينية بشتى الطرق وعبر مختلف اللغات. هذا سيسبب ضررًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا قد لا تتحمله إسرائيل وداعموها. يجب توحيد بوصلتنا نحو فلسطين الحبيبة بعيدًا عن كل الانقسامات والمعتقدات السياسية، لنحقق معًا مقولة "إرادة الشعوب تنتصر". وحتى لا أطيل عليكم، الشعوب والأحرار ستُحاسب إسرائيل.