"قتل شعب كامل" .. مسألة فيها نظر
فيصل تايه
18-11-2023 03:14 PM
لا يوجد فعل منكر ومحرم في الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية إلا فعله الصهاينة ضد الفلسطينيين على مدى تاريخهم العدواني الدموي ،ومنذ قيام كيانهم البغيض ، اذ ارتكبوا من الجرائم والإجرام والوحشية ما لم يرتكبه أحد قبلهم ، والآن وفي حربهم الشعواء على غزة ، حاصروا الناس من الغذاء والدواء والوقود وكل ما له صلة بالحياة ، ودمروا الديار وحرثوا الشوارع بالجرافات ، وهدموا المساجد والكنائس ، وهجروا الناس ، وحاصروا المرضى والجرحى وقصفوهم داخل باحات المستشفيات وفي أروقتها الضيقة وقطعوا الماء والكهرباء والاوكسجين عن الاطفال الخدج داخل الحضانات ، ومنعوا أهالي الضحايا حتى من دفن شهدائهم واطفالهم المقطعة اشلاؤهم ، بل وخطفت جثامينهم ، كما واستهدفوا الكوادر الطبية ومدارس الأونروا المكتظة بالنازحين ، ولا زالوا إلى هذه اللحظة يستخدمون كل ما يمكن استخدامه في سبيل تطهير الارض من سكانها ، فأين محكمة الجنايات الدولية من كل ما يحدث على أيدي لفيف الكيان اللقيط؟!.
ان هذه العربدة الوحشية على غزة لا توقفها أية قوانين دولية، ولا منظمات أممية ولا مجلس أمن ولا أمماً متحدة، ولا قيماً إنسانية ، فالعالم يقف عاجزاً امام هول المشد الدامي ، وأمام كل تلك الجرائم بحق أبناء فلسطين ، ويتألم بصمت ، فتألمه هذا لا يتجاوز مفردات الإدانة والشجب والتنديد وغالبا بمفردات خجولة خوفا من غضب الطاغوت وابتزازه ، وحتى الدول الغربية لم تتوان في مساندة الحرب الإجرامية بعدما رمت بكل عناوينها الإنسانية التي تتشدق بها لعقود طويلة جانبا ، وشرعنت العدوان ، وفقاً لسرديتهم الخادعة ، وباركت المذابح الصهيونية ، بل وبررتها وأيدتها ووفرت إمكانياتها لتذخيرها وتسليحها ، ويبدو ان القيم عندهم انحدرت وتلاشت مع قوانين الغاب، واصبح (قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر ، وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر) !!
لكننا ، ونحن نقف مذهولين بين الوعي واللاوعي ، تنتصب مفاصل قهرنا في كل اتجاه ، مع توغل حراب الحقد والكراهية في تمزيق أنسجة الوعي بهدف قتل مناعة ارادة شعب بوصفهم بـ (الإرهابيين) من قبل منظومة القتلة الذين يمارسون مهنة الإرهاب بكل شفافية وسفور ، ولكنه قانون الغاب الذي يعطي للقاتل حق الدفاع عن نفسه ولا يسمح للمقتول أن يدافع عن نفسه ويواجه ويثأر من قاتله، قانون عنصري يسود مدعوما من دول عظمى ، ولكنها عظمى بدعم الاجرام والتوحش والهمجية والغطرسة، في تراجع للقيم ألاخلاقية والحضارية والإنسانية ، ورغم تطورها التقني والعلمي وامتلاكها كل مفاتيح العلم والتكنلوجيا إلا أنها لا تزال غارقة في توحلها وتمارس قانون بربري يخجل منه برابرة التاريخ من (نيرون) حتى (جنكيزخان)
والله ولي الصابرين