التأثير الملكي على الرأي العام الأوروبي .. في حوارية بودكاست
د. مالك القصاص
18-11-2023 02:24 PM
نعيش اليوم في زمن تتوارد فيه الأخبار من كل صوب، والاعلام والخطاب السلمي له دور كبير في تحسين صورة العرب والمسلمين، لعكس التأثير السلبي اتجاه القضايا العربية، والفلسطينية تحديداً عبر صياغة أفكار وسياسات تؤثر على المتلقي الأجنبي. وهناك شخوص لها مكانة دولية كبيرة على الصعيد الأوروبي حيث أقيم، في التأثير بشكل إيجابي على المفاهيم لدى الإنسان الأوروبي، واحد هؤلاء هو الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حيث يقوم الملك عبدالله الثاني بدور مهم جداً في زياده الوعي والفهم للقضايا العربية ولمشاكل المنطقة في اوروبا وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب على غزة، اذ يعتمد على خطاب يتوازى مع المفاهيم الأوروبية ويستخدم في تعبيره لغة يتم ترجمتها لإيصال الرسالة السلمية التي يوضحها الملك في خطاباته وتزيل العكر الذي تبثه وسائل الإعلام المغرضة، كما ان الملك يستخدم علاقاته القوية على الساحة الدولية في سبيل نقل الصورة الحقيقية لما تتعرض له غزة من ظلم وكذلك التحديات الإنسانية هناك.
كنت شاركت قبل أيام في حوار بودكاست بصفتي رئيس جمعية الصداقة الأردنية -الإيطالية، وكان احدى مواضيع الحوار الحرب في غزة والدور الأردني المؤثر، وزيارات جلالة الملك وتأثير كل ذلك في اوروبا وخصوصا إيطاليا، وقد تم بثها على بودكاست معروف يحمل اسم"حوار مع اللومباردي In dialogo con i lombardi" ويأتي اسم "اللومباردي" نسبةً الى المُقاطعة التي اقطن فيها بمدينة ميلان.
ويقدم البودكاست الصديق فابيو بيتزول، وهو رئيس مؤسسة أمبروسيانيوم واحد أبرز السياسيين والصحفيين الإيطاليين، والعضو في مجلس مقاطعة لومبارديا الاسبق والمرشح للانتخابات البرلمانية الاوروبية عن الحزب الديمقراطي، والذي يعمل ايضا في راديو ماركوني.
أثناء حوارنا أكد فابيو ان زيارات الملك كان لها تأثير على الخبراء والسياسيين في ايطاليا متوقعاً أن يتمكن الأردن من التأثير في التوجهات الأوروبية تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث خاصة في قطاع غزة. كما وأكد لي ان الملك يعمل دائماً على نشر السلام. كما وأكد ان دور الاردن والملك محوري ومهم بشكل كبير للوصول الى حل ولإيقاف الحرب، حيث ان الاردن ساعد بشكل كبير في القضية الفلسطينية حيث انه استقبل عدداً كبيراً من اللاجئين كما وانه كان دائما يدعم بكل الوسائل الشعب الفلسطيني.
وحول مقابلة الملكة رانيا الأخيرة على قناة السي ان ان، أشار فابيو انه سمع حوار الملكة رانيا كاملاً مشيداً بما تكلمت به، معبراً بأنه يتفق مع ما تطرقت له الملكة، مؤكداً ان العملية الإسرائيلية بحسب وصفه، خرجت عن مبدأ الحق الدفاع عن النفس، وأصبحت اعتداءاً واضحاً على الشعب الفلسطيني وساكني غزة.
وفي بثه البودكاستي، وضح فابيو بيتزول ان الاردن رغم موقعه الجغرافي الملتهب استطاع دوماً ان يدير الازمات وان يكون منفتحا على العالم بشكل جيد، جاعلاً من نفسه بوابة السلام للمنطقة. وفي ختام الحوارية أشار فابيو بيتزول انه يشعر بالألم لما يحصل في قطاع غزة متمنيا من انتهاء الحرب قريبا وان يعم السلام في منطقة الشرق الأوسط، فقد عانت ما فيه الكفاية من الحروب والصراعات.
كل ما قاله فابيو كان يفترض أن يكون حديثي أنا في الحوار المشترك، لكنه كان ما سمعته منه كما سمعه كل المستمعين في ذلك الحوار، وهذا يعكس الأثر العميق للخطاب الملكي على الرأي العام في أوروبا وآثاره العميقة في وجدان الناس لبيان الحقائق.