الطوفان الفيصل القادم بين الوعي العربي والوجود الاسرائيلي
د.محمد البدور
18-11-2023 09:52 AM
أخيرا استفاقت امة العرب على حقيقة ان اسرائيل مجرد فزاعة وهمية سوقها الغرب وامريكا على العرب لعقود طويلة واوهمتهم انها دولة حصينة لا تقهر ولا تكسر الا ان جائت عاصفة الطوفان لتعري هذا الكيان من ثوبه المزيف ليتبين للعرب والعالم كله وهن هذا الكيان وضعف جيشه وانكسار شعبه وبانه لولا امريكا ودول اوروبا واعوانهم لكنسهم العرب بعصا مكانس ولجرهم الفلسطينين كالخراف الى تساق لمسالخها.
هذه حقيقة باتت راسخة بعد الطوفان في الذهن العربي ولن يكون بوسع لا كبير ولا صغير ولا زعيم ان يعظم بعد ٧ اكتوبر من شأن اسرائيل والا سيبقى هذا شأنه وللامة مشيئتها وقد استفاقت من غفلتها٠
حقيقة ان عاصفة الطوفان لم تكن مجرد انتصار تاريخي للمقاومة فحسب، بل ستكون الفيصل للصراع القادم ما بين عهد اليقظة العربية الجديد ووجود اسرائيل لطالما شمرت.
اسرائيل في غزة عن انيابها وتكشفت وحشيتها وحقدها وكذلك كراهية وعنصرية دول الغرب وامريكا للعرب والمسلمين وقد سمعنا تصريحات ساستهم وقادة عصاباتهم يتنادون بقتل العرب وتهجير الفلسطينيين فما بين دعوات حكام بني صهيون بالقضاء على الفلسطينين بقنابل نووية او تهجيرهم خارج بلادهم او قتل اطفالهم ونسائهم ورجالهم ورضعهم وما بين حماية امريكا واوروبا وغيرهم لاسرائيل بات الدم العربي والحق الفلسطيني لقمة سائغة في افواه اولئك المجرمين ٠
حقيقة اخرى كشفتها عاصفة الطوفان ان كفة السلام مع اسرائيل لم يعد لها ثقلا في قبان الشعب العربي وان بقي لها شيئا من الكيل في الصاع السياسي الحالم بالسلام الذي ستعود امريكا لتسوقه من جديد بعد ان تغسل يديها من دم اطفال ونساء وعجائز الفلسطينيين٠
حرب غزة كشفت وحشية اليهود وعنصرية امريكا وكراهية اوروبا وازدواجية الموازين الدولية وخيبة الظمير الانساني وانفصام المنظمات الاممية وانحدار الاخلاق لدى شعوب لطالما تغنت بالعدالة والحضارة والحرية وحماية حقوق الانسان والحيوان ولم يعد كل ذلك يخدم حقوقنا الانسانية ولا حتى حيوانات العرب والمسلمين ٠