انحاز للشعر وباختصار المقال، لكن الحالة السلبية والمزاج السيء الذي تمارسة الفاشية الصهيونية في غزة الصامدة أخرس فيض البيان وجعل النظم عنوانا باهتا للقصيدة..
عن الأردن، لم ولن أتردد في الكتابة، أنا الذي عشقت وطني.. رسمته على الصخور صغيرا عندما كنت مهووسا بالمراعي وحملته في قلبي حُجرة خامسة عنوانها المحبة والوفاء ومضيت مفتخرا به في الحل والترحال، والدي رحمه الذي رحل عن الدنيا في العام ٢٠١٩ كان مأمور لاسلكي في اللواء ستين إبان الحروب العربية الإسرائيلية وفي خزانته التي لم يتغير ترتيب الأشياء فيها إلى اليوم مجموعة من الشارات والميداليات العسكرية.. واحدة بمناسبة اليوبيل الفضي.. وأخرى بمناسبة حرب الاستنزاف وثالثة بمناسبة معركة الكرامة مكتوب عليها بالمداد الذهبي يا نتنياهو (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) وآخر هذه الميداليات ميدالية الملك المؤسس في الخدمة المخلصة.
أما دفتر مذكرات والدي يا نتنياهو ففيه أسماء الزملاء عام ١٩٦٧م وفيه أهم الوقائع، فيه كلام كثير عن جنود يهود مكبلين داخل دباباتهم كي لا يفروا منها، يبدو أن جنودك ورثوا عادة الفرار وراثة.
أجدادي (بنو حسن) كانوا يلقبون ب(المدرسة) وهي أداة حجرية لطحن القمح.. لأنهم في ساعة الجد يطحنون المعتدي بما أتيح لهم.. حالهم حال كل الأردنيين، كما قال الملك حسين طيب الله ثراه ذات يوم (بأسنانهم وبأيديهم وبأضافرهم)، ولم يذكر التاريخ أنهم هُزموا وإن لم يكونوا غزاة أو معتدين..
على أية حال، سياسيا، سقط الكيان في منزلق الغرور والوهم، الأردنيون يقولون ذلك، وهم الأقرب لفلسطين وإن لم تتاح الفرصة لنا نحن أبناء الجيل الثالث بعد النكبة أن نزور ثراها المقدس فإننا على الأقل أبناء وأحفاد الراقدين في القرى والبلدات الفلسطينية شهداء مزروعين كالزيتون في السهول والروابي.
ذاكرتنا تجاه الكيان.. ذاكرة الدم، تلك التي لا يمكن أن تمحوها الأيام والأوهام، وثأرنا كبير يا نتنياهو.
عندما يخرج وزير من حكومتكم ليحاضر في عاصمة أوروبية عن مستقبل إسرائيل واضعا خارطتها المزعومة باللون الأزرق لتشمل شرقي الأردن بأكمله، صدقتكم الصورة وخانكم اللون؛ فهذه الخارطة هي خارطة الأردن الطبيعية بضفتيه، شكرا لأنكم ذكرتمونا بنصفنا الأخضر المقدس.
عندما يتعجرف رجل الأمن الصهيوني في ساحات الأقصى و يتجرأ على منع دبلوماسي أردني من دخول المسجد، جاهل إذن.. وواهم أيضا، والأيام تثبت لك من الذي يجب منعه من دخول فلسطين العربية من النهر إلى البحر.
أما عن الماء يا نتن فالسماء منهلة والأرض مبتلة والأردنيون لا يموتون عطشا ولا جوعا، اقرأ تاريخنا لعلك تفهم، سنفجر الصخر ماء ونرتوي، وسنزرع الصحراء قمحا ونطحن. ونطحن..
يتبع..