facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عبارتان قالهما وزير الخارجيّة أيمن الصّفدي


نارت قاخون
17-11-2023 07:52 PM

"اتّفاقيّة وادي عربة وثيقة على رفٍّ يعلوها الغبار"
..."حماس فكرة، والفكرة لا تموت"...

عبارتان قالهما وزير الخارجيّة "أيمن الصّفديّ"، لا يظنّ أحدٌ أنّه قالهما من نفسه لفظاً ومعنىً، فهما معبّرتان عن موقف رسميّ أردنيّ يأتي من أعلى سلطة فيه؛ أي الملك.
ولكنّني أظنّ ظنّاً راجحاً أنّ بنيتهما اللّغويّة من صنيع "الصّفديّ" نفسه؛ فالملاحظ أنّ أداء "الصّفديّ" التّصريحيّ في المقابلات والمؤتمرات الصّحفيّة هو "الأميز"، مقارنة بنظرائه "العرب"، وبالقياس لسقوف الخطاب الرّسميّ العربيّ الّتي تكاد تلاصق الأرض!

وهذا "التّميّز النّسبيّ" لتصريحات "الصّفديّ"، وأدائه يعود لخبرته الطّويلة والسّابقة في عالم "الصّحافة"؛ فعبارات مثل "حماس فكرة، والفكرة لا تموت"، و"وثيقة على رفٍّ يعلوها الغبار"، عبارات صِيغت لتكون "عناوين سائرة" في الصّحافة والإعلام.

ما يصرّح به "الصّفديّ" بكثرة وتواتر و"تصاعد" كذلك، لدرجة الظّهور مرّتين في محطّتين في غضون ساعة أو ساعتين، ليقول بالعربيّة ما قاله قبل ذلك بساعة بالإنجليزيّة، يعبّر بضرورة عمل "سيستم السّياسة الأردنيّة" عن "مواقف ملكيّة"، تستطيع بعض وسائل الإعلام العربيّة وغير العربيّة أنّ تعبّر عنه بعبارة "القصر الملكيّ غاضب جدّاً".

تصاعد هذا الخطاب، وتوقّع المزيد من التّصاعد والتّصعيد، يعود إلى "الخطّ الأحمر القانيّ بلون الدّم" الّذي أعلنه "الأردن الرّسميّ" حين قال:" "التّهجير إعلان حرب"...
"قتل المدن"، وليس "قتالها" هو ما يمارسه "العدوّ الصّهيونيّ" في "غزّة"، قتل كلّ أسباب الحياة والبقاء، وما "قتل المستشفيات"، وضربها عمداً وقصداً، إلاّ جزء من ذلك "القتل"، ويبدو أنّ "الأردن الرّسميّ" أمسى متأكّداً أنّ استهداف "المستشفى الميدانيّ الأردنيّ" كان متعمّداً، ولم يكن "عَرضاً" من أعراض استهداف "مجمع الشّفاء الطّبيّ".
"قتل المدن" هو "تهجير"، و"التّهجير" بالدّلالة الصّرفيّة العربيّة لا يفتقر لوصف "قسريّ" ليستكمل دلالته "الإجراميّة".

"التّهجير في غزّة" مقدّمة لـ"التّهجير في الضّفة الغربيّة"، هذه قناعة رسميّة "أردنيّة"؛ لذلك يكون "التّهجير إعلان حرب على الأردن".

يعمل "الأردن الرّسميّ" ضمن "ما يتاح له"، أو "الممكن" وفق محدِّدات النّظام الدّوليّ و"العربيّ"، وتحدّيات "الدّاخل والخارج"، وهنا تظهر المفارقة والمسافة بين ما يراه "الأردن الرّسميّ" حدوداً للممكن، وما يراه "الأردن الشّعبيّ"، الّذي ترى فئات منه أنّ موجبات "إعلان الحرب" تحقّقت منذ 40 يوماً، وأنّ "إلغاء اتّفاقيّة وادي عربة"، وإلقاءها في سلّة المهملات هو الواجب منذ سنوات؛ لأنّ "الغبار" الّذي يعلوها كما يقول "الصّفديّ" لا يعلو إلاّ على عفن وسمٍّ في الاتّفاقيّة نفسها.

يبدو أنّ "الخطاب الرّسميّ الأردنيّ" يريد تأسيس مقايضة مع "الدّاخل الشّعبيّ": نصعّد تدريجيّاً خطاب الأردن الرّسميّ الخارجيّ، على أن يتراجع "التّصعيد الدّاخليّ" في خطابه وممارساته؛ فالمتاح للأردنيّين داخليّاً هو "مسيرات محدّدة ومؤقّتة في زمنها ومكانها"؛ أمّا "الاعتصام"، فـ"لا مكان في الأردن للاعتصامات"! ومحيط السّفارتين الصّهيونيّتين:الأمريكيّة و"الإسرائيليّة" خطّ أحمر على "الموقف الأردنيّ الشّعبيّ"! ولو تحوّلت "عبدون" و"الرّابية" وجوارهما إلى "ثكنة عسكريّة" يُمنع الاقتراب منها وتصويرها!

هذه "المفارقة والمسافة" نتاج مفارقة ومسافة داخل "مصنع القرار الرّسميّ الأردنيّ" نفسه كما أراها؛ فـ"الخطاب الرّسميّ الأردنيّ" في أعلى مستوياته يُعلن في كلّ مناسبة أنّ "السّياسيّ"، و"مشاركة الأردنيّين السّياسيّة" هي الّتي يجب أن تقود "الأمنيّ"، وعلى "الأمنيّ" أن يوفّر أفضل السّبل لنشاط الأردنيّين السّياسيّ، والتّصريحات "الملكيّة" في هذا أكثر من تُحصَر.

ولكنّ "منظومة الإدارة الدّاخليّة الأردنيّة" من "وزارة الدّاخليّة" و"الأمن"، مروراً بالإدارات المحليّة من محافظات وبلديّات، وصولاً إلى "الجامعات والمدارس"، و"الإعلام الحكوميّ"، تأسّست منذ سنوات ليس على تقديم "الأمنيّ" على "السّياسيّ"، وحسب! بل على الاقتصار على "الأمنيّ"، وخنق "السّياسيّ" ومحاربته!

حين يُصرّح الأردن الرّسميّ على المستوى "الخارجيّ" أنّ "الأردن" على مشارف "حرب"، حربٍ تهدّد وجوده، وليس أمنه وحسب، فإنّها حرب على "الأردن" كلّه، تحتاج من "السّياسيّ والدّبلوماسيّ والعسكريّ الأردنيّ الخارجيّ" أن يكون "النّاظم والضّابط" لإيقاع عمل "الأمنيّ الدّاخليّ"؛ فـ"تصعيد الخطاب الشّعبيّ الدّاخليّ" كان أحد أسباب تصعيد "الخطاب الرّسميّ الخارجيّ الأردنيّ"، والقضيّة الّتي يجب على "الأردن الرّسميّ" أن يعزّزها هي أنّ تصعيده لخطابه الخارجيّ، وقابليّة تصعيده أكثر، وقابليّة تحوّل "الخطاب" إلى "فعل" هي "مواقف وأفعال" تعبّر عن إدراك حقيقيّ لجذريّة التّحدّيات، وليست "خطابات" امتصاصيّة يُراد منها مقايضتها بـ"صمت وسكون وعجز وتعاجز شعبيّ"!


ما حدث ويحدث وسيحدث "فرصة تاريخيّة" ليستعيد الأردن في جميع مستوياته "عقد وجوده ومشروعيّته، حينها سيكون "الأردن" قادراً على مواجهة "المخاطر" وهزيمتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :