القيادة الهاشمية .. صوت السلام في زمن العدوان
خولة العرموطي
17-11-2023 10:04 AM
لم نسمع ولم نرَ موقفاً عربياً ولا غربياً أكثر أخلاقية واحتراماً من الموقف الذي يتخذه الأردن من العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، فجلالة الملك والذي يتمتع بالحضور التوافقي على الساحتين العربية والدولية، كان أول من تحرك لوقف هذا العدوان، وجلالة الملكة والتي تتمتع باحترام على المستوى الدولي أيضاً، تستخدم كامل رصيدها في تفنيد الرواية الإسرائيلية وتذكير الإعلام الغربي بواجباته.
في عدوانٍ سافرٍ ولا أخلاقي كالحاصل على غزة لا تدّخر القيادة الهاشمية جهداً على كل المسارات، فقد تابعنا جلالة الملك عبد الله الثاني وهو يحذّر بكل محفلٍ وكل لقاء من خطورة استمرار التساهل مع اسرائيل في هذا العدوان كما حدث سابقاً، ويوجّه بخطواتٍ واضحة لكيفية وقف العدوان وإعادة إحياء عملية السلام ما يمنح الفلسطينيين أملاً في انتهاء الانتهاكات الاسرائيلية.
ورغم مواقفهم المختلفة، لقد رأينا كيف يستلهم ممثلو الدول العظمى أفكارهم من جلالته في مؤتمر القاهرة للسلام، وكيف يستقبله رؤساء الدول الغربية والعربية باحترامٍ كبير وتقديرٍ لا متناهٍ، ويستمعون لنصحه وتحذيراته باهتمام وحرص شديدين، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، والتي هي بوصلة الأردن الواضحة دوما.
في المقابل، وبصورة استثنائية تحرك الأردن في مسار كسر الحصار وإيصال المساعدات لأهلنا في القطاع، بالإضافة لتوجيه رسالة قوية لاسرائيل عبر سحب السفير الأردني من تل أبيب وإبلاغ السفير الإسرائيلي بأنه غير مرغوب بعودته لعمان.
كل هذا ختمه جلالة الملك بمقاله في صحيفة الواشنطن بوست والذي حذر فيه من بقاء الحال على ما هو عليه وخطورة ذلك على العالم، ومذكّراً بأن الفلسطينيين لا يريدون مغادرة بيوتهم لعلمهم انهم لن يعودوا إليها كما حصل مع من غادروا منذ عام 1948.
على المستوى الإعلامي، برزت جلالة الملكة رانيا العبد الله كصوتٍ قويٍّ ضد ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي وعدم احترامه لحياة الفلسطينيين بالطريقة ذاتها التي يحترم فيها حياة الاسرائيليين.
وأنا أتابع التحركات الملكية أشعر بالفخر والامتنان أني أردنية وأن بوصلة بلادي لا تحيد عن الإنسانية والسلام وذلك ما نحتاجه في وقتٍ يبدو فيه العالم الغربي منهمك في زيادة رأسمال الحرب في منطقتنا، سواءٍ بعدم محاسبة اسرائيل أو حتى بتأييدها، دون أخذ الفلسطينيين بالحسبان وما يتعرضون له من وحشية وهمجية وتطهير عرقي في غزة.
الجهد الملكي، تحاول من خلاله القيادة الهاشمية وضع العدوان الاسرائيلي والتعامل الغربي معه في سياقه اللاأخلاقي، متأملة أن يثمر بحلولٍ مستدامة وغير آنية فقط ينتج عنها السلام والازدهار في المنطقة وللفلسطينيين بالدرجة الأولى، وهذه الجهود تتطلب منا جميعا الالتفاف حولها ودعمها شعبياً وعلى صعيد النخب بصورة مكثّفة ولا لبس فيها.
*رئيسة لجنة المرأة في مجلس الأعيان خوله العرموطي