قبل شهر فقط أعلن منتدى دافوس الاقتصادي العالمي عن قرار عقده هذا العام في البحر الميت في شهر أيار المقبل وحدد اليوم بالضبط, لكن بالأمس تم الإعلان عن تأجيل موعد الانعقاد إلى شهر تشرين أول المقبل.
رغم الإشارة الخجولة إلى السبب الحقيقي للتأجيل, فإن من الواضح أن الثورات والاحتجاجات العربية بعثرت كل الخطط والبرامج والشعارات. في المؤتمر السابق الذي عقد استثنائيا في المغرب كان شعار دافوس العربي هو: (الأهداف والقدرات والازدهار), ولكن بماذا سيتحدثون هذه المرة, وكيف سَيُقيِّمون نتائج مؤتمرهم السابق?
منظمو المؤتمر يستحقون الشفقة هذه الأيام, فلمَن سيوجهون الدعوات? إن عدداً كبيراً من زبائن دافوس العرب الدائمين تمت الإطاحة بهم, وقسماً آخر لا يستطيع أن يضمن بقاءه في موقعه حتى الموعد القادم.
من ضمن الظواهر التي أطاحت وسوف تطيح بها الثورات العربية وخاصة ثورتا مصر وتونس, ظاهرة اقتصاديات "الهمبكة" التي يعتبر دافوس البحر الميت نموذجاً لها. هل يجرؤ الدافوسيون الأردنيون مثلاً على جمع أرقام المليارات التي تحدثوا عنها في المؤتمرات السابقة? وعن أية أرقام سيتحدثون هذه المرة?
سياسيو دافوس أيضاً يستحقون الرثاء هذه الأيام, فقد أطاحت الشعوب بكل الأفكار عن الشرق الأوسط الجديد والكبير وعن الإصلاح وعن الشراكة بين "الجميع" ومع "الجيران" من "خصوم الأمس".
أيها الدافوسيون العرب, عظم الله أجركم.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)