صورة الضحية التي حاول الاحتلال الإسرائيلي تكريسها لدى شعوب الأرض بعد احداث السابع من أكتوبر لهذا العام ، وافضت الى إعطائه الضوء الأخضر في عدوانه الاخير على غزة تتغير اليوم، وهي التي كانت انطلت عليها الدعاية الصهيونية في بداية الاحداث.

وقد تلاشت رواية الجلاد الاسرائيلي التي حاول تمريرها على الدول والشعوب، وكلما امعن الصهاينة في وحشيتهم ، وارتكبوا المزيد من المجازر بحق الأبرياء والعزل من ألاطفال والنساء والشيوخ، ودون اكثراث باعداد الضحايا الذين يقضون تحت الانقضاض، وواصل اساليبه الوحشية في منع الماء والغذاء والدواء عن اهل غزة المحاصرين تحت القصف والغارات، واستهداف المستشفيات، والمدارس واماكن العبادة، وتدمير البنى التحتية، والاحياء السكنية على رؤوس ساكنيها زال القناع عن وجه هذا الاحتلال الهمجي، وظهرت بشاعته، وقد تحولت أجساد الأطفال الممزقة الى أداة في ايقاظ الضمير العالمي، حتى أصبحت فلسطين ايقونة الحرية، والنضال من اجل الاستقلال، ونيل المطالب الوطنية، وباتت ملهمة لاحرار العالم، وكسبت قضيتها العادلة تعاطف البشرية في ارجاء المعمورة.

وهذا التغيير المتواصل في الرأي العام العالمي سيشكل ضغطا كبيرا على الدول الغربية لتغبير مواقفها المعلنة من الكيان الصهيوني، ولن يستطيع الصهاينة مجابهة هذا التحول المتواصل في ادانة الحرب الوحشية، ونتائجها المتفاقمة في سفك الدماء وتهديم البنية التحتية، وستنكسر حدة الهجمة الاسرائيلية، وينتصر الدم في غزة، وتنتصر شرعية الانسان الفلسطيني الذي يباد على ارضه من قبل اعتى قوة احتلال جاثمة على وجه الأرض اليوم.

والتغيير الذي بات يطرأ في مواقف الشعوب في شتى انحاء العام سيرافقه دعم المطالب المشروعة للفلسطينيين ، وتحقيق تطلعاتهم الوطنية، والدفع باتجاه إيجاد حل سياسي لهذا الصراع ، ونتائجه الكارثية التي باتت تقلق ضمير شعوب الأرض مما دفعها للخروج في تظاهرات كبرى عمت ارجاء المعورة لتعبر عن رفضها للعدوان الاسرائيلي، وخرج الكثيرون في كافة الدول منددين بالوحشية الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين العزل.

وبذلك تعود القضية الفلسطينية لتأخذ مكانتها في صدارة الحدث العالمي، وهي قضية شعب امضى قرابة القرن تحت نير الاحتلال، ويسعى لتحقيق امانيه وتطلعاته الوطنية، والحصول على حقه في تقرير المصير مثل باقي شعوب الأرض.