في مجتمعاتنا العربية تبرز بين الفترة والأُخرى تقارير واستطلاعات تفاجئنا بالأرقام التي تتنامى عن ظاهرة استخدام المخدرات وضحاياه من الشباب الذين يتم التغرير بهم وهم بعمر الورد إشراقاً وإقبالاً على الحياة... الأرقام كبيرة وتترك في النفس لوعة واستغراباً حول هذه الآفة المهلكة التي تهدم الأُسرة وبالتالي المجتمع بأسره!.
مضار المخدرات كثيرة ومتعددة، ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم المتعاطي وعقله، فالشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أمن مجتمعه... فالمخدرات تُعرف بأنها عبارة عن كل مادة طبيعية أو مستحضرة في المعامل من شأنها إذا استخدمت في غير « الأغراض الطبية المسموح بها قانونياً «، أن تؤدي الى فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة، وهذا الفقدان الكلي أو الجزئي تكون درجته بحسب نوع المخدر وبحسب الكمية المتعاطاة.
المتعاطون للمخدرات بكل أشكالها وأنواعها هم بالتأكيد سائرون على درب الهلاك... فالمخدرات في مجملها تؤثر على المخ وهذا هو سر تأثيرها، وهي تتسبب في ضمور وموت خلايا الدماغ... وقد أكد العلم بما لا يدع مجالاً للشك على أضرارها الجسيمة على العقل والحالة النفسية والاقتصادية، فهذه الآفة القاتلة قد أصبحت تشكل مشكلة تؤرق الأمن العالمي بأكمله.. بحيث يصبح الشخص المتعاطي لهذه السموم أسيراً وعبداً ذليلاً لما اعتاد على تعاطيه، ولا يستطيع الفرار منه إلا إذا اتخذت معه أساليب علاجية معينة لفترة طويلة وتحت إشراف طبي حثيث.
التوعية بكل أشكالها تعتبر جزءاً رئيسياً في عملية مكافحة أخطر الآفات، فقد أثبتت الدراسات الميدانية بأن أكثر الفئات المستهدفة هم فئات الشباب، لأن هذه الفئة العمرية تكون أكثر الفئات استعداداً للتجريب...
ومن هنا واجب علينا جميعاً التوعية بمضار الإدمان والتنبيه على أن المرة الأولى هي الأخطر حتى لو كانت على سبيل التجريب، بحيث تجعل هذه المرة الواحدة الكثير من الشباب الأبرياء يضيعون ويصبحون ضحايا لهذه السموم القاتلة!
شعوب الأرض قاطبة قد ركزت جل اهتمامها على الإنسان وبالذات الشباب باعتبارهم العنصر الأهم في إعلاء شأن أمتهم... فهذه الآفة الخطيرة لم تعد محصورة بدولة أو إقليم معين، بل أصبحت مشكلة دولية تهدد الجميع، بحيث تكلف أضرار المخدرات البشرية فاقداً يفوق ما تفقده الدول الكبرى أثناء الحروب المدمرة... لذا علينا أن نهتم بتوعية أبنائنا بهدف حمايتهم من الوقوع والضياع في درب الهلاك الذي يعتبر من أخطر الدروب التي تهدد مستقبلهم بالتخلف والتمزق وضياع الأمل في التنمية والتقدم!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)