نحن في الاردن نعلم ونعي ما هو الوجه الحقيقي للدولة العبرية، ونعلم انها دولة ذات جذور اجرامية ، بنيت على الدم ، قامت على مدار وجودها بالعديد من المجازر التي لا زالت اثارها ماثلة الى يومنا هذا .. وما زال مقترفوها يتباهون بكل وقاحة ارتكابها ..
لكن المستغرب ان بعض الدول العربية والتي تتسابق في التقرب بشكل انبطاحي لها وتحاول بشتى السبل أن تنأى بنفسها عما يجري الان في غزة ..
الصمت الغريب والعجيب من بعض دول الاقليم العربي يكاد يكون اعمق بكثير من دول عديدة بعيدة عن محيط الدول العربية .. حتى باتت المسلمات لدى الشعوب العربية ان هذه الدول لديها قبول، بل داعمة لما يجري من كوارث ومجازر مع الشعب في غزة .
الشعوب في العالم الان في مظاهرات عنيفة ومستمرة ضد اداراتها للضغط عليها لايجاد مخرج ولايقاف شلال الدم المنهدر من وادي غزة ، وقد حولت المظاهرات العنيفة في بعض الدول مواقف رؤسائه .. وما ادل على ذلك في فرنسا ويتبعها الان بريطانيا.. وتتوالى تغيير مواقف الدول الداعمة لإسرائيل الى المطالبة بوقف المجازر وادخال المساعدات وفتح المعابر وايقاف عمليات تدمير الحرث والنسل في غزة.
والمستغرب ان شعوب بعض الدول العربية -ولا اعمم- لا يجرؤ احدهم رفع حتى العلم الفلسطيني او يدعم المقاومة في غزة في مداخلة او تعليق او انزال منشور على موقعه الالكتروني او ينطق ببنت كلمة عن ما يدور بداخل عقله من غل وحنق على ما يجري في غزة .. ومن المحتمل ان يمنعون بأمر سيادي مشاهدة تلك المناظر المروعة على شاشات الهواتف لديهم .
هل عرفتم وجه إسرائيل الحقيقي ؟!..هذا هو وجه إسرائيل، لا تتورع عن التحول فجأة الى ذلك الوجه المجرم في حال حاولتم ولو دفاع عن انفسكم ذات يوم فيما اذا ادلهمت الخطوب.. ودارت الايام والسنوات لتقوم فجأة بدك وتدمير كل ما هو متحرك وفيه نفس وحرق الاخضر واليابس، لا تأبه لعلاقات دبلوماسية او علاقات خاصة او عامة ولا تحترم إتفاقيات او معاهدات، فهي الدولة في العالم التي تتصرف خارج اطار كل القوانين الدولية والاقليمية والمحلية ..
أقول لكل من يعتقد إنه بمنأى عما يجري الان في غزة، لا تبتعد كثيراً .. ولا تنأى بنفسك او تحاول تغطية عيونك او تغطي قشرة مخك .. فإن لعنة صراخ اطفال غزة وعويل الحرائر هناك سيلاحقك الى يوم الدين ..
هذه الدولة التي هرع اليها كل دول العالم الاول دعماً ومساندة بالغالي والنفيس، والتي صنعوا لانفسهم قوانين ومعاهدات ومبادئ خاصة بهم لا يطبقوها الى على الضعيف من الدول متى شاؤوا وكيفما ارتأوا.. سقطت عن وجوههم جميع هذه الاقنعة المزيفة تجاه من يطالب بتحرير ارضه وشعبه وطرد المحتل عن ارضه ودفاعاً عن وطنه وعن عرضه ..
اقول لهذه الدول الصامتة.. لقد دخلوا اليكم من خلال منظمات حقوق الانسان وحقوق الطفل والمرأة والنوعية الجنسية والشواذ وحرية التعاطي وغياب الفكر وما هذه الاكاذيب الا تدمير واهلاك وافساد الشعوب بشتى فئاتها، حتى يتسنى لهم ان يعملوا ما يعملوه ويستبيحوا ما يستبيحوه في كل ما تبقى من كرامة وشرف واخلاق ..
اذا أخيراً ها هي اسرائيل تتخطى اللامعقول الخارج عن إطار البهيمية قبل الانسانية في صلف ما بعده صلف، دولة عاصية لكل ادوات الاخلاق الانساني.. فهذا هو الوجه الحقيقي لها ..